ماذا حدث؟
أعلنت شركة “كايووا تكنولوجي” الصينية خلال مؤتمر الروبوتات العالمي في بكين عن تطوير أول روبوت مزود برحم صناعي قادر على إتمام عملية الحمل والولادة نيابة عن النساء.
الروبوت، الذي يُتوقع طرحه في الأسواق بحلول 2026 بسعر أقل من 100 ألف يوان (13,900 دولار)، يحاكي مراحل الحمل من التخصيب إلى الولادة، مع حمل الجنين لمدة 10 أشهر في بيئة سائل أمينوسي صناعي وتغذيته عبر أنبوب يشبه الحبل السري.
المشروع، الذي يستهدف الراغبين في تجنب الأعباء الجسدية للحمل أو من يعانون من العقم، أثار جدلاً واسعًا بين مؤيديه كحل للطب الإنجابي ومنتقديه بسبب تداعياته الأخلاقية والقانونية، ولذلك تناقش الشركة السلطات في غوانغدونغ لوضع إطار تشريعي مناسب.
المؤتمر شهد أيضًا عرض روبوت للتزاوج مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
لماذا هذا مهم؟
هذا الابتكار يمثل قفزة في التكنولوجيا الحيوية، لكنه يثير تساؤلات أخلاقية عميقة حول تعريف الأمومة، وحقوق الجنين، وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية.
فكرة الأرحام الصناعية ليست جديدة تمامًا، إذ نجحت تجارب عام 2017 في فيلادلفيا برعاية جنين خروف في “حقيبة حيوية”، لكن الانتقال إلى الحمل الكامل للبشر يظل تحديًا علميًا وأخلاقيًا كبيرًا.
الانقسام بين الأوساط العلمية يعكس مخاوف من استغلال التكنولوجيا أو خلق تفاوتات اجتماعية، حيث قد يصبح الحمل الاصطناعي متاحًا للأثرياء فقط.
كما أن دمج الذكاء الاصطناعي يزيد من تعقيد النقاش حول الخصوصية وسلامة البيانات الجينية.
على المستوى السياسي، يعكس المشروع طموح الصين للريادة في التكنولوجيا الحيوية، مما قد يؤثر على التوازنات العالمية في هذا المجال.
ماذا بعد؟
المشروع في مراحله الأولية، وسيتطلب سنوات من التجارب لضمان سلامة الجنين وفعالية الروبوت.
السلطات الصينية قد تفرض تنظيمات صارمة للحد من المخاطر الأخلاقية، لكن غياب إطار قانوني دولي موحد قد يعقد الأمور.
إذا نجح المشروع، فقد يُحدث ثورة في الطب الإنجابي، لكنه قد يثير احتجاجات اجتماعية ودينية، خاصة في مجتمعات تحافظ على قيم الأمومة التقليدية.
على المدى الطويل، قد يؤدي إلى إعادة تعريف الأسرة والمجتمع، مع حاجة إلى حوار عالمي حول حدود التكنولوجيا الحيوية.
مراقبة التجارب ونتائجها ستكون حاسمة لتحديد مستقبل هذا الابتكار.