ماذا حدث؟
شهد العقد الأخير تطورًا تكنولوجيًا سريعًا، لكن الهيمنة الأمريكية عبر شركات مثل ميتا وآبل وجوجل ومايكروسوفت منحت الولايات المتحدة نفوذًا كبيرًا على الاقتصاد الرقمي وبيانات المستخدمين، مما يمكنها من التأثير على الأسواق والضغط على الدول.
منذ بداية الثورة الرقمية، تصدرت هذه الشركات ابتكار منصات سيطرت على البحث، التواصل الاجتماعي، والخدمات السحابية عالميًا.
جوجل
تُعد جوجل ركيزة في الاقتصاد الرقمي، تسيطر على أكثر من 90% من سوق محركات البحث، مما يتيح لها توجيه البيانات والإعلانات بدقة. تجمع بيانات المستخدمين لاستهداف إعلانات تؤثر على استراتيجيات الشركات وأنماط الاستهلاك.
تأثيرها يمتد إلى السياسة العالمية عبر ترتيب نتائج البحث وامتلاك بيانات ضخمة تؤثر في الانتخابات والقرارات السياسية. بفضل يوتيوب، تلعب جوجل دورًا رئيسيًا في تشكيل وتوجيه الحوار العام عالميًا.
ميتا
تسيطر ميتا على منصات كبرى مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب، تجمع خلالها بيانات ضخمة لتكوين ملفات دقيقة عن المستخدمين. يتيح لها هذا التحكم التأثير في الرأي العام عبر إعلانات ومحتوى موجه، مما سمح لها بالتأثير في انتخابات مثل 2016 الأمريكية عبر نشر معلومات مضللة وتعزيز الانقسامات السياسية.
آبل
تُعد آبل أكبر شركة لهواتف ذكية ولاعبًا رئيسيًا في عالم التطبيقات عبر “App Store”، حيث تسيطر على توزيع التطبيقات بفرض سياسات صارمة ورسوم مرتفعة على المطورين. تحد آبل المستخدمين داخل نظام “iOS” المغلق، مما يضمن تدفق الأموال وتحكمًا كاملاً في تجربة المستخدم.
مايكروسوفت
تحافظ مايكروسوفت على سيطرتها بسوق البرمجيات عبر “ويندوز” و”أوفيس”، وتقدم خدمات سحابية عبر “Azure” لتخزين وتشغيل التطبيقات بأمان. تجمع بيانات قيمة لتحسين منتجاتها وتوجيه استراتيجيات الشركات في الاستثمار الرقمي والتقني.
استخدام جمع البيانات للهيمنة الاقتصادية
تُركز الشركات الأمريكية الكبرى على جمع وتحليل البيانات، التي أصبحت من أثمن الموارد، لاستخدامها في توجيه استراتيجياتها التجارية والتأثير على الأسواق.
جمع البيانات الشخصية
تجمع منصات مثل فيسبوك وجوجل بيانات دقيقة عن تفضيلات المستخدمين ومواقعهم وسلوكياتهم، مما يتيح للشركات تقديم إعلانات مستهدفة تحقق أرباحًا كبيرة.
التلاعب بالأسواق
باستخدام هذه البيانات، تؤثر الشركات الكبرى على الاقتصاد العالمي، مثل جوجل التي توجه الإعلانات وتغير أولويات البحث بما قد يضر منافسيها.
استراتيجيات الابتزاز الاقتصادي
تستخدم أمريكا شركاتها لفرض عقوبات اقتصادية دون تدخل دبلوماسي مباشر، كما فعلت بحظر “تيك توك” بسبب مخاوف أمنية وجمع البيانات.
هيمنة أمريكا على العالم رقميًا
استخدمت الولايات المتحدة هذه الهيمنة الرقمية في العديد من المواقف لتوجيه سياسات اقتصادية عالمية، ومنها:
الحرب التجارية مع الصين
برزت الهيمنة الرقمية الأمريكية عندما ضغطت الولايات المتحدة على الصين عبر شركات التكنولوجيا، مثل حظر “هواوي”، الذي أظهر كيف تُستخدم السيطرة الرقمية لإجبار الدول على الالتزام بالسياسات الأمريكية، مع توجيه ضربات قوية لشركات صينية تعتمد على التكنولوجيا الأمريكية.
الحصار الرقمي
تستخدم الولايات المتحدة منصات مثل فيسبوك وجوجل وتويتر لحظر محتوى أو معاقبة دول مثل إيران وكوريا الشمالية، عبر فرض قيود على خدمات الإنترنت التي تديرها شركات أمريكية، مما يعيق وصول المواطنين لمصادر المعلومات العالمية.