تطور جديد للذكاء الاصطناعي.. ماذا يعني اندماجه في متصفح “أوبرا”؟

#image_title

في خطوة تعكس التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “أوبرا” عن إطلاق “Browser Operator”، وهو وكيل ذكاء اصطناعي مدمج مباشرة داخل المتصفح، مصمم لأداء المهام تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل المستخدم في التفاصيل الدقيقة.

 يهدف هذا الابتكار إلى تحسين تجربة التصفح عبر أتمتة العمليات الروتينية مثل شراء المنتجات، ملء النماذج الإلكترونية، وتجميع المحتوى من الويب، مما يمنح المستخدمين تجربة أكثر سلاسة وكفاءة.

ذكاء اصطناعي محلي.. أمان بلا تنازلات

على عكس أنظمة الذكاء الاصطناعي القائمة على الخوادم والتي تتطلب إرسال البيانات إلى طرف ثالث، يتم تشغيل “Browser Operator” محليًا داخل متصفح “أوبرا”، مما يعزز الخصوصية والأمان.

هذا النهج يضمن بقاء بيانات المستخدم، بما في ذلك سجل التصفح وكلمات المرور وملفات تعريف الارتباط، محفوظة على الجهاز الشخصي دون الحاجة إلى إرسالها إلى خوادم الشركة.

أحد أبرز مميزات هذا الابتكار هو قدرته على فهم وتنفيذ التعليمات المكتوبة باستخدام معالجة اللغة الطبيعية المدعومة بمحرك الذكاء الاصطناعي “AI Composer Engine” الخاص بأوبرا.

بمجرد أن يعطي المستخدم أمرًا معينًا – مثل شراء زوج من الجوارب – يتولى الذكاء الاصطناعي البحث عن المنتج، اختيار الخيار الأفضل، وإكمال عملية الشراء حتى لحظة الدفع، مع توفير تحكم كامل للمستخدم في أي لحظة.

شفافية كاملة وتحكم للمستخدم

ورغم أن “Browser Operator” قادر على إتمام المهام دون تدخل بشري، فإنه يتوقف تلقائيًا عند اللحظات الحساسة، مثل إدخال بيانات الدفع أو تأكيد الطلب، ليطلب إذن المستخدم قبل المضي قدمًا.

هذا يمنح المستخدمين شعورًا أكبر بالتحكم والموثوقية، حيث يمكنهم مراجعة جميع الخطوات التي قام بها الذكاء الاصطناعي قبل اتخاذ القرار النهائي.

وإذا حدث خطأ – كشراء منتج غير مرغوب فيه – يستطيع المستخدم ببساطة توجيه الوكيل الذكي لتصحيح الخطأ، مثل إلغاء الطلب أو تعديل بيانات النموذج المدخلة.

ما الذي يميز “Browser Operator” عن غيره؟

يتفوق “Browser Operator” على الحلول المنافسة بفضل عدة عوامل أساسية، أبرزها:

أداء أسرع: لا يعتمد النظام على التقاط لقطات شاشة أو تسجيل مقاطع فيديو لتحليل محتوى الصفحات، بل يستخدم نموذج “DOM Tree”، وهو تمثيل نصي لهيكل الصفحة، مما يتيح له قراءة العناصر مباشرة دون الحاجة إلى محاكاة تحركات الفأرة أو التمرير عبر الصفحات يدويًا.

– خصوصية معززة: بفضل تنفيذ العمليات محليًا داخل المتصفح، لا يتم إرسال أي بيانات شخصية أو تسجيل ضغطات المفاتيح، مما يحافظ على سرية معلومات المستخدم.

قدرة على التعامل مع العناصر المخفية: يستطيع الذكاء الاصطناعي التفاعل مع العناصر المحجوبة عن الرؤية المباشرة، مثل النوافذ المنبثقة الخاصة بالموافقة على ملفات تعريف الارتباط أو الحوارات التفاعلية، مما يضمن تنفيذ المهام بسلاسة دون تعطل.

هل تتحول المتصفحات إلى مساعدين شخصيين؟

مع إطلاق “Browser Operator”، تقترب “أوبرا” خطوة أخرى نحو عصر المتصفحات الذكية، حيث لا يقتصر دور المتصفح على استعراض المحتوى فحسب، بل يصبح وكيلًا رقميًا يساعد المستخدم في إدارة حياته الرقمية بشكل أكثر كفاءة.

هذا التوجه قد يشكل مستقبل التصفح، حيث تصبح المتصفحات أدوات ذكية قادرة على تحسين الإنتاجية وتوفير الوقت للمستخدمين، مما يسمح لهم بالتركيز على الأنشطة الأكثر أهمية في حياتهم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *