ماذا حدث؟
في ظل القيود الأمريكية المتزايدة، تستعد شركة هواوي لطرح شحنات كبيرة من شريحتها المتطورة 910C للذكاء الاصطناعي، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين، وسط توقعات ببدء التوريد الموسع خلال الشهر المقبل.
وأكد المصدران أن بعض الشحنات سُلّمت بالفعل، بينما تواجه شركات الذكاء الاصطناعي الصينية صعوبات في إيجاد بدائل محلية لشريحة H20 من شركة إنفيديا، التي كانت تُباع سابقًا دون قيود.
إلا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضت مؤخرًا قيودًا جديدة تلزم إنفيديا بالحصول على تراخيص لتصدير H20 إلى الصين، مما يمنح الشركات الصينية فرصة لاقتحام السوق.
لماذا هذا مهم؟
وعن شريحة هواوي الجديدة، أوضح أحد المصدرين، إلى جانب مصدر ثالث تحدث أيضًا لـ”رويترز”، أن 910C تمثل “تطورًا في المعمارية، وليست ثورة تكنولوجية كاملة”، لكنها في المقابل توفر قوة حوسبة مضاعفة وسعة ذاكرة أكبر مقارنة بالشريحة السابقة 910B، وهو ما يضعها ضمن الخيارات الواعدة أمام الشركات الباحثة عن بدائل صينية.
ورغم التحفظ الرسمي، فقد أفادت المصادر بأن هواوي كانت قد بدأت منذ نهاية العام الماضي في توزيع عينات تجريبية من الشريحة الجديدة على عدد من شركات التكنولوجيا الصينية، قبل أن تبدأ مؤخرًا في تلقي طلبات الشراء.
الضربات الأميركية تُسرّع الابتكار
ويأتي هذا الحراك من هواوي بالتزامن مع إعلانها عن معالج جديد يحمل اسم Ascend 920، يُمثل الجيل الأحدث من سلسلة رقائق الشركة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، في محاولة واضحة لمنافسة معالج H20 الأميركي، الذي تم إدراجه مؤخرًا ضمن قائمة الحظر الأميركية.
وأعلنت هواوي عن المعالج الجديد في مؤتمر خاص، لم يأتِ مصادفة، بل تزامن بدقة مع إعلان إدارة ترامب عن توسيع الحظر المفروض على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي، لتشمل الشرائح المتقدمة من شركتي Nvidia وAMD، وهو ما اعتبره محللون دليلاً على أن هواوي كانت تستعد مسبقًا لمثل هذا التصعيد.
900 تيرافلوب.. وسرعة خيالية في المعالجة
يعتمد معالج Ascend 920 على تقنية تصنيع بدقة 6 نانومتر من شركة SMIC، ويقدم أداءً يصل إلى 900 تيرافلوب في معالجة بيانات BF16، مع عرض نطاق ذاكرة يبلغ 4 آلاف غيغابايت في الثانية باستخدام وحدات HMB3.
ووفقًا لموقع DigitalTimes، يُتوقع بدء إنتاجه التجاري الواسع في النصف الثاني من عام 2025.
ماذا بعد؟
يُعد Ascend 920 تطورًا نوعيًا مقارنة بـ910C، إذ يُقدر بأنه أكثر كفاءة بنسبة 30 إلى 40% في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يجعله خيارًا مفضلًا لعمالقة التكنولوجيا الصينية مثل ByteDance وTencent.
ويرى خبراء أن توقيت الإعلان يعكس استراتيجية صينية لفك الارتباط بالتقنيات الأميركية، ضمن رؤية طويلة الأمد لتعزيز الاكتفاء الذاتي في المجالات التقنية الحساسة.