احكم العالم بـ5 دولارات.. كيف حوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال إلى لعبة أطفال؟

#image_title

ماذا حدث؟

في عالم يزداد رقميًا يومًا بعد يوم، أصبح الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدين، فبينما يسهل حياتنا، فإنه أيضًا يجعلها أكثر خطورة.

 أدوات الذكاء الاصطناعي، التي كانت تُعتبر في الماضي حكرًا على الخبراء، أصبحت الآن في متناول الجميع، مما جعل عمليات الاحتيال أسهل من أي وقت مضى.

من تزييف الصور والمقاطع المصورة إلى إنشاء شخصيات وهمية، بات بإمكان أي شخص أن يصبح محتالًا محترفًا بتكلفة لا تتجاوز 5 دولارات.

في قضية حديثة هزت فرنسا، خسرت سيدة 830 ألف يورو بعد أن وقعت ضحية لعملية احتيال قام بها شخص ادعى أنه النجم العالمي براد بيت.. فما الحال لو أوهم أحد الأشخاص قيادات الجيوش أو الوزراء أنه حاكم دولة ما وأعطى أوامر مصيرية؟.

لماذا هذا مهم؟

مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبحت عمليات الاحتيال أكثر تعقيدًا وأصبح كشفها أكثر صعوبة.

وفقًا لأرنود لومير من شركة “إف 5” المتخصصة في الأمن السيبراني، فإن هذه الأدوات يمكنها الاستفادة من البيانات المسروقة لإنشاء عمليات احتيال مخصصة للغاية.

في عام 2024، تمكن محتالون من سرقة 26 مليون يورو من شركة في هونغ كونغ باستخدام تقنية “التزييف العميق”، حيث قاموا بإنشاء صور متحركة مفبركة لأعضاء مجلس إدارة الشركة، مما جعل الموظفين يعتقدون أنهم في مكالمة فيديو مع رئيسهم التنفيذي.

وليس الأفراد وحدهم هم الضحايا، بل الشركات أيضًا، فقد أكد ستيف غروبمان، المدير الفني لشركة “مكافي”، أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء عمليات احتيال معقدة تستهدف الشركات الكبرى، مما يجعلها عرضة لخسائر فادحة.

ماذا بعد؟

في مواجهة هذا التحدي، يلجأ الخبراء إلى استخدام الذكاء الاصطناعي نفسه لمكافحة الاحتيال، حيث يمكن استخدام هذه التقنيات للكشف عن السلوكيات الشاذة والتحقق من مصداقية الصور والمقاطع المصورة.

شركة “غوغل” أعلنت مؤخرًا عن بدء وضع علامات مائية رقمية على الصور المعدلة بأداتها “ماجيك إيديتور”، وهي خطوة مهمة لكنها غير كافية وفقًا للخبراء. فمع تطور تقنيات التزييف، يجب أن تتطور أيضًا أدوات الكشف عنها.

في فرنسا وحدها، سُجلت أكثر من 130 ألف عملية احتيال عبر الإنترنت في عام 2023، وفقًا لوزارة الداخلية، وهذه الأرقام تظهر حجم التحدي الذي نواجهه في عصر الذكاء الاصطناعي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *