ماذا يحدث؟
أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الذكاء الاصطناعي، ضياء الجميلي، في 24 يونيو 2025، عن مشروع رائد لإدخال الذكاء الاصطناعي في إدارة السدود المائية.
يبدأ المشروع بتجربة في الكوفة والعباسية، بهدف بناء سدود ذكية على نهري دجلة والفرات، مع خطط لإنشاء سد ذكي كبير في البصرة، وفقًا لوكالة الأنباء العراقية.
يعتمد المشروع على تقنيات توفر بيانات فورية عن كمية ونوعية المياه، وتتنبأ بالفيضانات، مما يعزز كفاءة إدارة الموارد المائية.
المشروع يهدف إلى تحويل دجلة والفرات وشط العرب إلى “بحيرات ذكية” مستقبلًا، ويأتي هذا بعد تسجيل أدنى مخزون مائي في العراق منذ 80 عامًا في مايو 2025، نتيجة ضعف الأمطار وانخفاض تدفق النهرين.
لماذا هذا مهم؟
يعاني العراق أزمة مائية حادة، حيث انخفضت إيرادات دجلة والفرات بنحو 50% منذ 2003، مما أخرج 260 ألف دونم زراعي من الخدمة.
السدود الذكية تُعد حلاً مبتكرًا لتحسين إدارة المياه، خاصة مع اعتماد العراق على النهرين بنسبة 100% للمياه السطحية.
الذكاء الاصطناعي يمكنه تقليل هدر المياه، وتحسين توزيعها للشرب والزراعة، والحد من مخاطر الفيضانات، كما حدث في 2019 عندما امتصت بحيرة الثرثار فائض المياه.
كما سيقوم الذكاء الاصطناعي بتوفير بيانات دقيقة، مما يدعم قرارات الري ويحمي 46 مليون مواطن.
نجاح التجربة قد يُحدث ثورة في إدارة الموارد المائية، خاصة بعد تقليص المساحات الزراعية وتشجيع الري الحديث.
ماذا بعد؟
إذا نجحت التجربة في الكوفة والعباسية، سيتم توسيع المشروع ليشمل سدودًا ذكية على طول دجلة والفرات، مع سد رئيسي في البصرة لمنع المد المالح من الخليج العربي، كما اقترحت دراسات منذ 2009.
التكنولوجيا قد تُمكن من تحويل النهرين إلى نظام “بحيرات ذكية” يعزز التخزين ويجدد المياه الجوفية، لكن التحديات تشمل تمويل المشروع، وصيانة السدود الحالية مثل سد الموصل المهدد بالانهيار، والتنسيق مع تركيا وسوريا لضمان تدفق عادل للمياه.
العراق يحتاج إلى دبلوماسية مائية قوية واستثمارات لضمان استدامة المشروع، مما قد يُعيد تشكيل مستقبل موارده المائية.