كتب- محمد النجار:
بينما شهد عام 2024 ازدهارًا في سوق الأسهم الأمريكية وارتفاعًا هائلًا في ثروات بعض الأثرياء مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، كانت الصورة مختلفة تمامًا للعديد من المليارديرات الآخرين، خاصةً من خارج الولايات المتحدة.
في هذا العام، الذي حفل بتقلبات اقتصادية عالمية، تراجعت ثروات هؤلاء بشكل كبير لأسباب متعددة، تراوحت بين الأداء الضعيف للأسواق الأوروبية والصينية، إلى تحركات مالية شخصية.
برنارد أرنو.. سقوط إمبراطور الفخامة
في بداية عام 2024، تصدر برنارد أرنو، رئيس مجلس إدارة شركة “LVMH” العملاقة، قائمة أغنى أغنياء العالم.
ولكن مع تراجع الطلب على السلع الفاخرة في الصين، تهاوت أسهم “LVMH” بشكل كبير، حيث انخفضت بنسبة 12.6% منذ أبريل، مما أدى إلى فقدان أرنو ما يقرب من 25 مليار دولار من ثروته، ليستقر عند المرتبة الخامسة في قائمة “فوربس” بثروة تبلغ 171.3 مليار دولار بحلول منتصف ديسمبر.
كارلوس سليم.. ضربة مزدوجة
تعرض كارلوس سليم، قطب الاتصالات المكسيكي، لخسائر بلغت 22.9 مليار دولار نتيجة تراجع أسهم شركته “América Móvil” بنسبة تقارب 20% وضعف البيزو المكسيكي أمام الدولار الأمريكي.
هذا الانخفاض جعل ثروته تهبط إلى 81.3 مليار دولار، مما وضعه في المرتبة الثانية على قائمة أكبر الخاسرين.
فرانسواز بيتنكور مايرز.. إرث الجمال يتأثر
لم تكن مليارديرة مستحضرات التجميل فرانسواز بيتنكور مايرز بمنأى عن تأثيرات التباطؤ الاقتصادي في الصين. تراجعت مبيعات “لوريال” في آسيا بنسبة 6.5% خلال الربع الثالث من العام، مما أدى إلى هبوط قيمة أسهم الشركة بنحو 24% بحلول ديسمبر.
نتيجة لذلك، فقدت مايرز 22 مليار دولار من ثروتها، لكنها لا تزال تحتفظ بلقب ثاني أغنى امرأة في العالم بثروة تقدر بـ 74.7 مليار دولار.
كولين هوانغ.. من القمة إلى القاع
في الصين، عانى كولين هوانغ، مؤسس “PDD Holdings”، من تراجع كبير في ثروته، بعد أن فقدت شركته نحو 31% من قيمتها السوقية منذ أغسطس بسبب نتائج مالية مخيبة للآمال في الربع الثاني.
هذا الانهيار أفقد هوانغ 15.3 مليار دولار، ليصبح رابع أغنى ملياردير في الصين بثروة تبلغ 36 مليار دولار.
بيل غيتس.. تحركات مالية تترك أثرها
رغم أن خسائر بيل غيتس ليست مرتبطة مباشرة بأداء الأسواق، إلا أنه فقد 12 مليار دولار هذا العام نتيجة لتحويل أصول بقيمة 12.5 مليار دولار إلى زوجته السابقة ميليندا فرينش غيتس لدعم مبادراتها الخيرية.
ومع ذلك، لا يزال غيتس واحدًا من أثرى أثرياء العالم بثروة تقدر بـ 107 مليارات دولار.
الوجه الآخر للخسائر
بالمقارنة مع عام 2022، عندما بلغت خسائر أكبر خمسة مليارديرات 378 مليار دولار، تبدو خسائر هذا العام، التي وصلت إلى 97 مليار دولار فقط، أقل قسوة.
إلا أن هذه الأرقام تعكس مدى حساسية الثروات الهائلة للتقلبات الاقتصادية والأسواق المالية.. وبينما تستمر التقلبات الاقتصادية، يبقى السؤال: من سيصمد في وجه العواصف القادمة؟