ماذا حدث؟
أُطلق هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، إلى رد إسرائيلي واسع النطاق أطلق حرباً على غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني وإصابة 166 ألفاً آخرين بحلول سبتمبر 2025، وفق تقارير الأمم المتحدة.
جاء الهجوم بعد شهر واحد فقط من إعلان الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في 9 سبتمبر 2023، حيث وقّع قادة الهند والولايات المتحدة والإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم لإنشاء ممر تجاري يربط الهند بالخليج عبر السعودية والأردن وإسرائيل إلى أوروبا، لنقل البضائع والطاقة والكهرباء والكابلات البحرية، مما يقلص زمن الشحن بنسبة 40% مقارنة بقناة السويس.
أوقفت الحرب التقدم في المشروع، الذي يُعتبر بديلاً لمبادرة “حزام واحد طريق واحد” الصينية، وأدت إلى تجميد التطبيع العربي-الإسرائيلي، مع اتهامات بأن الهجوم كان منسقاً مع إيران لإفشال IMEC، كما يقول عضو حزب الليكود مندي الصفدي.
أدى النزاع إلى انخفاض التجارة العالمية عبر البحر الأحمر بنسبة 30% بسبب هجمات الحوثيين، وخسائر اقتصادية فلسطينية بلغت 50 مليار دولار بحلول مايو 2024.
لماذا هذا مهم؟
يُثير الارتباط الزمني بين إطلاق IMEC وهجوم 7 أكتوبر تساؤلات حول ما إذا كانت الحرب مدفوعة بأهداف اقتصادية دولية، حيث يُرى الممر كأداة أمريكية لتعزيز التطبيع ومنافسة الصين، مع فوائد تصل إلى تريليون دولار في الاستثمارات، وتقليل الاعتماد على السويس (12% من التجارة العالمية).
أهميته تكمن في أن الحرب أوقفت المشروع، مما أدى إلى خسائر اقتصادية هائلة في غزة (انكماش 80% في الربع الرابع 2023، وفقدان 50 مليار دولار استثمارات)، وأعاق التجارة بين الهند (161 مليار دولار مع الخليج) وأوروبا (120 مليار دولار سنوياً)، مع تزايد التوترات الإقليمية التي تجعل التنفيذ مستحيلاً دون استقرار.
كما يُبرز كيف يُستخدم النزاع لأغراض جيوسياسية، حيث يُتهم إيران و”محور المقاومة” بمحاولة إفشال IMEC لصالح الصين، مما يُعمق الشقوق العربية-الإسرائيلية ويُهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي، خاصة مع هجمات الحوثيين التي رفعت تكاليف الشحن بنسبة 20-30%.
هذا الارتباط يُظهر كيف تتقاطع النزاعات المحلية مع المنافسات العالمية، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية في غزة دون حل سياسي.
ماذا بعد؟
مع استمرار الحرب، يُتوقع أن يظل IMEC معلقاً، وقد يُعيد الضغط الدولي، دفع المشروع إذا انتهت الحرب، لكن التهديدات الأمنية من الحوثيين وإيران ستستمر في تعطيل الملاحة.
إذا نجح IMEC، سيُعزز النمو الاقتصادي في الخليج، لكن الفشل سيُعزز نفوذ الصين عبر مبادرة الحزام والطريق، مما يُغير التوازن الجيوسياسي.
في النهاية، يعتمد النجاح على وقف الحرب؛ دون ذلك، سيظل المشروع حبراً على ورق، محولاً النزاع إلى عقبة اقتصادية عالمية.