ماذا حدث؟
في خطوة تعكس تحوّلات كبيرة في استراتيجية النقل السورية، أعلنت وزارة النقل عن مشروع لإنشاء خط سكك حديدية سريع يربط سوريا بدول الخليج مروراً بالأردن، ضمن خطة لإحياء البنية التحتية وتموضع سوريا كممر إقليمي استراتيجي.
الوزير يعرب بدر أكد، في لقاء مع “الإخبارية السورية”، أن المشروع مطروح بجدية ويحظى باهتمام إقليمي ودولي كبير للمشاركة في تمويله، باعتباره رافعة اقتصادية للمنطقة.
اهتمام دولي وتمويل محتمل من البنك الدولي وIFC
أوضح بدر أن الحكومة السورية تسعى لتمويل المشروعات دون اقتراض، مشيراً إلى أن جهات كبرى كالبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) أبدت رغبة في الدخول كشركاء، وهناك اجتماع فني مرتقب مع IFC لبحث دراسات الجدوى وآليات الطرح.
وأضاف أن المشروع يُطرح كضرورة اقتصادية إقليمية، موضحاً أن جدواه مرهونة بربطه بشبكة تمتد إلى الخليج العربي عبر الأردن والسعودية.
إحياء خط الحجاز التاريخي بين دمشق وعمّان
بالتوازي مع هذا المشروع، تعمل وزارة النقل على تأهيل الخط الحديدي الحجازي بين دمشق وعمّان، رغم قدمه وافتقاده لمواصفات السكك الحديثة.
وأكد الوزير أنه لا يزال صالحاً لنقل البضائع ليلاً بسرعات منخفضة، ما يتيح الربط المباشر مع المراكز الجمركية الأردنية.
وتُقدّر كلفة التأهيل في الجانب السوري بنحو 250 مليون دولار، مع خطة لإطلاق خط حديث بسرعة 250 كم/ساعة بين دمشق والحدود الأردنية، ضمن رؤية طويلة الأمد أقرتها لجنة “الإسكوا” الأممية.
لماذا هذا مهم؟
وأشار بدر إلى أن قطاع النقل السوري تضرر بشكل بالغ في العقود الأخيرة بسبب ما وصفه بـ”الإهمال المتعمد من النظام السابق”، لافتاً إلى أن الوزارة بدأت بإعادة ترتيب الأولويات، وإشراك القطاع الخاص في مشاريع إعادة التأهيل بصيغ تشاركية، تضمن للحكومة دور التنظيم والتخطيط، بينما يتولى المستثمرون التنفيذ والاستثمار.
“مترو دمشق” ينتظر.. والدراسة الفرنسية أساس المشروع
وفي إطار الجهود الجارية، أشار الوزير إلى أن مشروع “مترو دمشق” لا يزال قيد الانتظار، إذ تنتظر الوزارة تحديث دراسة الجدوى التي أعدتها شركة “سيسترا” الفرنسية عام 2011 بتمويل من البنك الدولي.
وأكد أن الدراسة القديمة لا تزال أساس المشروع، خاصة أنها ترتبط بمحطة الحجاز المركزية وخطوط النقل الإقليمي الجاري العمل عليها.
نقلة في النقل الداخلي.. حافلات جديدة واستثمارات محلية
أما على صعيد النقل الداخلي، فكشف بدر عن وصول 50 حافلة جديدة من بيلاروس، تم توزيعها وتشغيلها في مدن رئيسية مثل دمشق، حلب، حمص واللاذقية، مشيراً إلى تنامي إقبال المستثمرين السوريين على قطاع النقل بالباصات، وهو ما بدأت تظهر نتائجه سريعاً على الأرض.
ماذا بعد؟
يبدو أن سوريا تسير بخطى متسارعة نحو استعادة موقعها كممر إقليمي حيوي، مدفوعة بمشاريع طموحة واستثمارات دولية، قد تغيّر وجه النقل في المنطقة لعقود مقبلة.