لماذا ينهار سوق العملات المشفرة؟

لماذا ينهار سوق العملات المشفرة؟

ماذا حدث؟

في الأسابيع الأخيرة من نوفمبر 2025، شهد سوق العملات المشفرة انهياراً حاداً أدى إلى خسائر تتجاوز تريليون دولار، حيث انخفض البيتكوين بنسبة 30% من قمته في أوائل أكتوبر عند 126 ألف دولار، ليصل إلى أدنى مستوياته عند 81 ألف دولار قبل التعافي الجزئي إلى 88 ألف دولار.

أدى انهيار فلاش في 10 أكتوبر، الناتج عن إعادة إشعال حرب التجارة الأمريكية-الصينية من قبل الرئيس ترامب، إلى تصفية تلقائية لـ19 مليار دولار في ساعات، مما أثار تسلسلاً من البيع الذعري.

شهدت صناديق المؤشرات الـETFs المتداولة في البيتكوين تدفقات خارجية بمليارات الدولار في نوفمبر، بعد تدفقات داخلية قياسية في 2025، مع تراجع مؤشر الخوف والطمع إلى مستويات “الخوف الشديد” (10-15).

أدى هذا إلى انخفاض السوق الكلي إلى أقل من 3 تريليون دولار لأول مرة منذ أشهر، مع خسائر تصل إلى 50-90% في العملات البديلة مثل الإيثريوم والسولانا.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا الانهيار أحد أسوأ الأشهر في تاريخ الكريبتو، ويختلف عن الانهيارات السابقة بسبب مشاركة مؤسسية هائلة، حيث دخلت مليارات الدولارات عبر صناديق ETFs المعتمدة في 2024، مما جعل السوق أكثر حساسية للتقلبات العالمية مثل حرب التجارة والمخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي.

التصفية التلقائية في الأسواق المرتفعة الرافعة أدت إلى تأثير كرة الثلج، حيث أجبرت المستثمرين على بيع المزيد لتغطية الهوامش، مما أضعف صانعي السوق ووسّع الفجوات السعرية.

على عكس الانهيارات السابقة الناتجة عن التكهن التجزئي، يُعكس هذا التراجع اتجاهات ماكرو مثل تردد الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة (احتمال 40% فقط في ديسمبر)، وتراجع الشهية للمخاطر في الأصول عالية المخاطر مثل التكنولوجيا والكريبتو.

هذا يُهدد الثقة في السوق، ويُعرّض الشركات التي تحتفظ بالبيتكوين (مثل مايكروستراتيجي) لضغوط مالية، ويُعيد طرح أسئلة حول نضج الكريبتو كاستثمار رئيسي.

ماذا بعد؟

مع استمرار الضغوط، من المتوقع أن يستمر البيتكوين في التقلب بين 80 و90 ألف دولار في ديسمبر 2025، مع احتمال انخفاض إضافي إذا لم يحدث خفض فائدة في الاحتياطي الفيدرالي، أو تصعيد تجاري مع الصين.

قد يُؤدي الاستقرار النسبي إلى عودة تدفقات مؤسسية جزئية في 2026، لكن الشكوك حول الفقاعة ستُبقي المستثمرين التقليديين بعيداً، مما يُعزز سيطرة “الهولدرز” طويلي الأمد.

على المدى الطويل، يُحتاج إلى تنظيمات واضحة من إدارة ترامب لاستعادة الثقة، لكن الانهيار الحالي قد يُسرّع نمو العملات البديلة مثل الإيثريوم.

في النهاية، يُذكّر هذا الانهيار بطبيعة الكريبتو كأصل مضارب، ويُعيد التركيز على التنويع لتجنب الخسائر الكارثية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *