لماذا يغادر المليونيرات الأمريكان بلدهم؟

لماذا يغادر المليونيرات الأمريكان بلدهم؟

تاريخيًا، اشتهرت الولايات المتحدة بأنها أرض الفرص، واجتذبت ملايين الطامحين من جميع أنحاء العالم، وتحتضن البلاد 5.5 مليون مليونير، يمثلون 37% من مليونيرات العالم، وتمتلك نحو 32% من الثروة القابلة للاستثمار عالميًا، أي حوالي 67 تريليون دولار.

لكن هذه الأرقام لم تمنع الأثرياء الأمريكيين من التفكير في توزيع مخاطرهم والاستثمار في الإقامة والجنسية المزدوجة، أو حتى الانتقال داخليًا بين الولايات.

جنسيات احتياطية

أشارت دراسة حديثة لشركة “هينلي وشركاؤها” إلى أن الطلب على برامج الإقامة والجنسية عبر الاستثمار شهد ارتفاعًا غير مسبوق بنسبة 500% خلال السنوات الخمس الماضية.

الوجهات المفضلة كانت دولًا أوروبية مثل البرتغال ومالطا وإسبانيا واليونان وإيطاليا، التي توفر مناخًا دافئًا وثقافة غنية، فضلاً عن متطلبات إقامة ميسرة.

هذه الوجهات تمثل خططًا احتياطية للأثرياء الأمريكيين والمليارديرات الذين يسعون إلى استقرار بديل دون التخلي كليًا عن وطنهم.

من بين هؤلاء، المستثمر التكنولوجي بيتر ثيل، الذي أصبح مواطنًا نيوزيلنديًا، والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت، الذي يفكر في الإقامة في قبرص أو اليونان.

أسباب البحث عن بدائل

أرجع مقال بمجلة “فورتشن” هذا التوجه إلى عدة أسباب رئيسية، من بينها:

– المناخ السياسي: حيث تتصاعد الانقسامات والتوترات المجتمعية.

– الضرائب المرتفعة: من خلال البحث عن بيئات ضريبية أقل تكلفة.

– الفرص التجارية الدولية: باستكشاف أسواق جديدة.

– مستقبل الأطفال: من أجل البحث عن بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا للأجيال القادمة.

أهمية جوازات السفر البديلة

بالإضافة إلى المزايا الاستثمارية، توفر الجنسيات الثانية مرونة في التنقل والسفر الدولي.

وفقًا للتقرير، يشعر الأمريكيون والبريطانيون والإسرائيليون بالحاجة إلى جوازات سفر إضافية لضمان استقبال أفضل في الخارج.

التدفقات العالمية للمليونيرات

رغم هجرة بعض الأمريكيين الأثرياء، تبقى الولايات المتحدة وجهة جذابة للمليونيرات من جميع أنحاء العالم.

استقبلت البلاد صافي 2200 مليونير في 2023، ومن المتوقع ارتفاع الرقم إلى 3500 في 2024.

الهجرة الداخلية داخل الولايات المتحدة

على الصعيد المحلي، يظهر التقرير أن الأثرياء الأمريكيين يفضلون الانتقال إلى ولايات ذات قوانين ضريبية أكثر مرونة وطقس معتدل.

أصبحت مدن مثل أوستن وميامي وسكوتسديل وجهات مفضلة، فيما تتراجع شعبية مدن مثل نيويورك ولوس أنغلوس وشيكاغو.

ويعكس هذا التحرك ديناميكية الأثرياء الأمريكيين في مواجهة التغيرات الاقتصادية والسياسية، مع حرصهم على تأمين مستقبل أفضل لأنفسهم وعائلاتهم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *