لماذا تفشل مؤتمرات المناخ في حل أزمات الكوكب؟

لماذا تفشل مؤتمرات المناخ في حل أزمات الكوكب؟

ماذا حدث؟

بعد ثلاثة عقود من انطلاق مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ (COP) في 1995، فشلت هذه المؤتمرات في خفض الانبعاثات العالمية، التي ارتفعت بنسبة 60% منذ ذلك الحين، وفق تقارير الأمم المتحدة.

رغم اتفاقيات مثل باريس 2015، التي استهدفت الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية، إلا أن 195 دولة فشلت في الاتفاق على إجراءات ملزمة بسبب السعي للإجماع، مما أنتج وعوداً “فارغة”، كما انتقد دونالد ترامب.

في COP28 بدبي 2023، حضر 100 ألف مندوب، لكن النتائج اقتصرت على تعهدات بـ”الحد من الفحم” دون خطط تنفيذية.

أشار فرانشيسكو غريلو، في مؤتمر بفينيسيا يوم 16 أكتوبر 2025، إلى أن النظام الحالي “بطيء وغير ديمقراطي”، حيث يُعطي دولاً صغيرة مثل سان مارينو نفس وزن الاقتصادات الكبرى (الصين والولايات المتحدة والهند، 50% من الانبعاثات).

كما أن غياب مدن كبرى مثل لوس أنجلوس ومجموعات مثل الشباب والسكان الأصليين يُقلل من شمولية القرارات.

لماذا هذا مهم؟

تُعد هذه الفشلة تهديداً وجودياً، حيث يُنذر الاحترار العالمي (1.3 درجة حالياً) بكوارث مثل ارتفاع مستوى البحر (1 متر بحلول 2100) ونزوح 200 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة. أهميتها تكمن في أن النظام الحالي يُعيق العمل المناخي بسبب الإجماع المطلوب، مما يسمح لدول مثل السعودية بإضعاف القرارات، كما حدث في COP29 بإلغاء أهداف صافي الانبعاثات الصفرية.

اقتصادياً، يُكلف الفشل تريليونات (خسائر 10% من الناتج العالمي بحلول 2050)، بينما تُعقد أدوات التمويل المناخي (30 صندوقاً متداخلاً) تخصيص 100 مليار دولار سنوياً للدول النامية.

سياسياً، يُضعف الثقة في المؤسسات الدولية، حيث تراجعت شعبية COP بنسبة 25% عالمياً، وفق استطلاعات “إبسوس” 2024.

اجتماعياً، يُهدد الشباب والمجتمعات الضعيفة (مثل جزر المالديف)، الذين يُعانون من غياب التمثيل.

عالمياً، يُعزز الفشل التنافس الجيوسياسي، حيث تستغل الصين استثمارات الذكاء الاصطناعي (200 مليار دولار سنوياً) للهيمنة على الحلول المناخية.

ماذا بعد؟

مع اقتراب COP30 في البرازيل نوفمبر 2025، يُقترح إصلاحات جذرية، مثل اعتماد تصويت الأغلبية المؤهلة (75%) بدلاً من الإجماع، وإعطاء وزن أكبر للدول الكبرى (الصين، وأمريكا، والهند) وتمثيل مباشر للشباب والمدن عبر مجالس مواطنين وC40.

يُوصى بدمج 30 صندوقاً مالياً في 3-5 أدوات كبرى (تكيف، وتخفيف، وأبحاث)، مما يُعزز تمويل الدول الفقيرة (200 مليار دولار بحلول 2030).

كما يُقترح تحويل COP إلى 5 منتديات دائمة (في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأمريكا، وأوقيانوسيا) لتقليل التكاليف (100 مليون دولار سنوياً) والانبعاثات (50 ألف طن في COP28).

إذا نجحت، ستُعيد الثقة وتُقلل الانبعاثات بنسبة 20% بحلول 2035، لكن الفشل يُهدد بتفاقم الكوارث (30% زيادة في الفيضانات).

في النهاية، يعتمد النجاح على إصلاح الحوكمة، مما قد يُشكل نموذجاً لإصلاح مؤسسات الأمم المتحدة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *