ماذا حدث؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، مثل الصين والهند، إذا لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا بحلول الموعد النهائي المحدد هذا الأسبوع.
هذه العقوبات الثانوية تهدف إلى خنق إيرادات روسيا النفطية، التي تمول حربها في أوكرانيا، حيث تصدر روسيا حوالي 7 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات المكررة.
وتأتي هذه التهديدات بعد أن قلّص ترامب المهلة الأصلية من 50 يومًا إلى أيام قليلة، معربًا عن إحباطه من استمرار الهجمات الروسية.
ومن المتوقع أن يزور المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف روسيا للتفاوض قبل انتهاء المهلة، لكن المحللين يرون أن هذه العقوبات قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.
لماذا هذا مهم؟
تُعد الصين والهند من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، حيث استوردت أمريكا بضائع بقيمة 526 مليار دولار منهما العام الماضي.
فرض رسوم جمركية على هذين البلدين سيرفع تكلفة الواردات، مثل الهواتف الذكية، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين وتضخم اقتصادي في أمريكا.
علاوة على ذلك، تقليص صادرات النفط الروسي قد يتسبب في ارتفاع أسعار النفط العالمية، حيث تمثل صادرات روسيا حوالي 5% من الاستهلاك العالمي.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة منتج كبير للنفط، فإنها لا تزال تعتمد على الواردات، مما يعني أن ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على المستهلكين والشركات الأمريكية.
يحذر المحللون، مثل كلايتون سيغل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، من أن هذه العقوبات قد تكون “خطيرة” على الاقتصاد الأمريكي، خاصة إذا أدت إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية أو ردود فعل من الدول المستهدفة مثل الصين، التي قد تتجاهل التهديدات.
ماذا بعد؟
إذا نفذ ترامب هذه العقوبات، فمن المحتمل أن تكون الرسوم أقل من 100%، ربما بين 10-30%، لتكون أكثر فعالية دون إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الأمريكي، كما يقترح سيغل.
ومع ذلك، يرى المحللون أن الصين والهند قد لا تمتثلان بسهولة، نظرًا لاعتمادهما على النفط الروسي الرخيص.
قد يؤدي هذا إلى تصعيد تجاري، حيث سبق لترامب أن تراجع عن رسوم مماثلة على الصين بسبب تأثيرها السلبي على الواردات الأمريكية.
على المدى الطويل، قد تدفع هذه العقوبات الدول المتضررة إلى تسريع جهودها لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكي، مما يعزز تحالفات اقتصادية بديلة مثل مجموعة بريكس.
في الوقت نفسه، قد يضطر ترامب إلى إعادة تقييم استراتيجيته إذا أدت العقوبات إلى ارتفاع التضخم أو استياء المستهلكين الأمريكيين، خاصة إذا فشلت في تحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا.