ماذا حدث؟
في خطوة أثارت دهشة وسخرية، أدرجت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جزيرتي هيرد وماكدونالد، التابعتين لأستراليا وغير المأهولتين، ضمن قائمة الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 10%، رغم أنهما لا يسكنهما سوى طيور البطريق، ما أثار تساؤلات حول سبب استهداف جزر لا تُصدر شيئًا تقريبًا.
جزر منسية.. تسكنها الثلوج والبطاريق فقط
تُعد جزيرتا هيرد وماكدونالد من أبعد وأقسى بقاع الأرض، وتقعان قرب القارة القطبية الجنوبية، ولا يمكن الوصول إليهما إلا برحلة بحرية تستغرق أسبوعين من بيرث الأسترالية. وتغطيهما الثلوج بالكامل، دون أي وجود بشري دائم، فيما تعود آخر زيارة مسجلة إليهما لأكثر من عشر سنوات، وفقًا لصحيفة الغارديان.
الذكاء الاصطناعي هو السبب؟
قرار فرض الرسوم على جزر يسكنها البطاريق أثار موجة من التساؤلات حول مدى منطقية هذه الإجراءات، حتى أن بعض وسائل الإعلام الأميركية لم تتردد في طرح سؤال محرج على وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك: “هل استخدمتم الذكاء الاصطناعي لصياغة هذه القائمة؟”لكن الوزير نفى ذلك تمامًا، مؤكدًا أن القائمة أُعدت يدويًا، وجاءت بهدف سد أي ثغرات قد تُستغل من قبل الدول التي تسعى، حسب قوله، إلى “التحايل على النظام التجاري الأميركي”.وقال لوتنيك: “فكرة الرسوم هي أن لا أحد مستثنى. لأننا إذا استبعدنا أي منطقة، قد تُستخدم كمعبر خلفي لضرب الاقتصاد الأميركي”، مضيفًا: “الرئيس ترامب سئم من تلاعب الدول بنا. نحن بحاجة لصناعة قوية، لصناعة أدوية، لصناعة رقائق إلكترونية، لبناء السفن، للفولاذ، للألمنيوم… نريد إعادة بناء مجد أميركا هنا داخل أميركا”.
لماذا هذا مهم؟
رغم غرابة إدراج الجزر في قائمة الرسوم، تكشف بيانات البنك الدولي أن الولايات المتحدة استوردت منها سلعًا بقيمة 1.4 مليون دولار عام 2022، معظمها “آلات وأجهزة كهربائية”، دون توضيح لطبيعتها أو مصدرها. وعلى مدار السنوات الخمس السابقة، تراوحت الواردات بين 15 ألفًا و325 ألف دولار، ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه التجارة ودوافع استهداف جزر مهجورة.
ماذا بعد؟
في النهاية، سواء كانت هذه الخطوة محاولة لفرض أقصى درجات الحزم في السياسة التجارية أو مجرد زلة تقنية غير مقصودة، فإنها تُظهر إلى أي مدى يمكن أن تذهب الإدارة الأميركية في تطبيق رؤيتها “أميركا أولًا”، حتى لو وصلت الرسوم إلى موطن البطاريق.