ماذا حدث؟
في أغسطس 2025، أعلنت سوريا خطة لإصدار أوراق نقدية جديدة بحذف صفرين من الليرة السورية في ديسمبر، بهدف استعادة الثقة في العملة التي خسرت أكثر من 99% من قيمتها منذ 2011، حيث وصل سعر الصرف إلى حوالي 10,000 ليرة مقابل الدولار مقارنة بـ50 قبل الحرب.
الخطة، التي كشفت عنها مصادر لرويترز، تشمل تعاونًا مع شركة “جوزناك” الروسية لطباعة الأوراق الجديدة، بقرار نهائي تم في يوليو.
مصرف سوريا المركزي أبلغ البنوك الخاصة بتجهيز البنية التحتية بحلول أكتوبر، مع فترة انتقالية مدتها 12 شهرًا حتى ديسمبر 2026 لتداول الأوراق القديمة والجديدة.
القرار يحمل دلالة رمزية بإزالة صور الأسد من العملة، مع حملة إعلامية مخططة قبل الإطلاق في 8 ديسمبر، الذكرى السنوية للإطاحة ببشار الأسد.
لماذا هذا مهم؟
تهدف الخطة إلى تسهيل المعاملات اليومية، التي أصبحت معقدة بسبب الحاجة لحمل كميات كبيرة من الأوراق النقدية (مثل نصف كيلو من فئة 5000 ليرة للتسوق الأسبوعي)، وتعزيز الاستقرار النقدي بعد انهيار الليرة نتيجة الحرب.
كما تسعى للحد من تداول 40 تريليون ليرة خارج النظام المالي الرسمي، مما يعزز رقابة الحكومة.
رمزيًا، إزالة صور الأسد تشير إلى قطع مع إرث النظام السابق، لكن الخبير كرم شعار حذر من ارتباك المستهلكين، خاصة كبار السن، وغياب إطار تنظيمي واضح، خاصة مع محدودية سيطرة الحكومة على بعض المناطق، مما قد يعيق التنفيذ.
ماذا بعد؟
الخطة قد تخفف عبء المعاملات وتعزز الثقة بالليرة، لكن نجاحها يعتمد على تنفيذ سلس وحملات توعية فعالة، ويبقى اقترح إصدار فئات أعلى (20,000 أو 50,000 ليرة) كبديل أقل تكلفة.
دون إصلاحات اقتصادية شاملة، مثل توحيد أسعار الصرف وجذب استثمارات، قد تكون الفوائد مؤقتة.
إذا نجحت، قد تدعم الخطة التحول نحو اقتصاد السوق الحر، لكن التحديات اللوجستية والسياسية قد تعرقل التقدم، خاصة مع البنية التحتية الرقمية المحدودة.