ماذا حدث؟
في ظل التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، تراهن دول شمال أفريقيا على مشاريع الهيدروجين الأخضر لإعادة بناء اقتصاداتها وتحقيق مكاسب تصديرية، مستفيدة من وفرة الإشعاع الشمسي وسرعات الرياح العالية التي تمنحها ميزة تنافسية في تقليل تكاليف الإنتاج.
إنتاج ضخم في الطريق.. أرقام طموحة حتى 2050
بحسب بيانات منصة الطاقة، تستهدف هذه الدول إنتاج 5.2 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، ترتفع إلى 25 مليون طن سنويًا بحلول 2050، وفق استراتيجيات وطنية أعلنتها 5 من أصل 6 دول شمال أفريقية.
وتكشف خريطة الأهداف، التي رصدتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، عن تفاوت كبير بين الدول:
-موريتانيا
تسعى لإنتاج 1.2 مليون طن بحلول 2030، وترفع السقف إلى 4.3 مليون طن بحلول 2050، مع نية تصدير:
6.9 مليون طن أمونيا (2030)
24.4 مليون طن أمونيا (2050)
5.5 مليون طن ميثانول
18.7 مليون طن حديد بالاختزال المباشر
-المغرب
يخطط لإنتاج 0.51 مليون طن في 2030، ترتفع إلى 2.5 مليونًا في 2050، مع هدف لتصدير 2.72 مليون طن من الوقود السائل المشتق من الهيدروجين.
-الجزائر
رغم عدم وضوح خطة 2030، أعلنت نيتها الوصول إلى 1.2 مليون طن في 2040.
-ليبيا
لم تُعلن بعد أهدافًا رسمية للإنتاج أو التصدير.
من الأرخص؟
المفاجأة الكبرى جاءت في تقرير كشف عن الدول الأفريقية الأرخص في تكلفة إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين الأخضر، وجاء الترتيب على النحو التالي:
1. مصر: 5.56 دولارات
2. السودان: 5.10 دولارات
3. المغرب: 5.10 دولارات
4. كينيا: 4.98 دولارات
5. ناميبيا: 4.75 دولارات
6. الجزائر: 4.63 دولارات
7. موريتانيا: 4.40 دولارات
لماذا هذا مهم؟
رغم الآفاق الاقتصادية الواعدة، إلا أن مشروعات الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا تواجه تحديات جسيمة قد تعيق انطلاقتها:
-صعوبة التمويل ويعود ذلك إلى النظرة السائدة لدى المستثمرين حول ارتفاع مستوى المخاطر في أفريقيا.
-غياب المعرفة بالسوق خصوصًا في ظل حداثة هذا القطاع.
-مخاطر العملة وتذبذب قيمها أمام الدولار.
-البنية التحتية وضعف الموانئ وشبكات النقل والمياه يمثل عائقًا كبيرًا، ويتطلب ضخ استثمارات هائلة.
-الأطر التنظيمية الغائبة ما قد يقلل من جاذبية السوق للمستثمرين.
-ضعف التنافسية السعرية إذ لا يزال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته أعلى تكلفة من البدائل المعتمدة على الوقود الأحفوري.
ماذا بعد؟
في ظل هذه التحديات والفرص، يبقى السؤال، هل تنجح دول شمال أفريقيا في تحويل طموح الهيدروجين الأخضر إلى واقع اقتصادي قادر على تغيير قواعد اللعبة؟