تراجع إنتاجية المصانع الآسيوية.. ترامب يربك اقتصاد العالم

#image_title

كتب- محمد النجار:

ماذا حدث؟

شهدت أنشطة التصنيع في آسيا تراجعًا ملحوظًا خلال شهر يناير 2025، وفقًا لاستطلاعات رأي خاصة نُشرت مؤخرا.

أظهرت البيانات أن النشاط الصناعي في الصين نما بوتيرة أبطأ، بينما انخفض في اليابان بأسرع وتيرة منذ 10 أشهر، كما تباطأ النمو في تايوان والفلبين، بينما سجلت كوريا الجنوبية توسعًا طفيفًا.

هذه التطورات تأتي في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات من المكسيك وكندا والصين، مما أثار مخاوف الشركات الآسيوية وأربك الأسواق العالمية.

لماذا هذا مهم؟

تُعد آسيا محركًا رئيسيًا للاقتصاد العالمي، حيث تعتمد العديد من دولها على الصين كشريك تجاري رئيسي وعلى الطلب العالمي لتعزيز نموها.

ومع تراجع الطلب الصيني وزيادة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية، تواجه الشركات الآسيوية ضغوطًا كبيرة، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن ثقة الأعمال في اليابان وصلت إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين، بينما انخفضت مستويات التوظيف في الصين بأسرع وتيرة منذ خمس سنوات.

كما أن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، مما قد يبقي الدولار قويًا ويضع ضغوطًا هبوطية على عملات الأسواق الناشئة.

هذا الوضع يزيد من صعوبة تعافي الاقتصادات الآسيوية، خاصة في ظل تراجع التجارة العالمية وتباطؤ الاستهلاك الصيني.

ماذا بعد؟

في ظل هذه التحديات، يتعين على صانعي السياسات في آسيا اتخاذ إجراءات سريعة لدعم اقتصاداتهم، فبينما قد تحاول بعض الدول تحفيز الطلب المحلي، فإن الاعتماد المفرط على الصين والتجارة العالمية يجعل هذه المهمة صعبة.

من ناحية أخرى، قد تدفع هذه الأزمات الدول الآسيوية إلى تعزيز التعاون الإقليمي والبحث عن أسواق جديدة لتنويع مصادر نموها.

ختامًا، فإن التصعيد التجاري الذي يقوده ترامب يهدد بخلق موجة جديدة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.. ويبقى السؤال: هل ستتمكن آسيا من تجاوز هذه العاصفة بسياسات فعالة، أم أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من التباطؤ الاقتصادي؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *