ماذا حدث؟
منذ ظهورها الأول، أصبحت بيبسي واحدة من أقوى العلامات التجارية عالميًا في صناعة المشروبات الغازية، وحققت شهرة ونجاحًا واسعَين.
لكن خلف هذا النجاح قصة طويلة من الابتكار والتحديات والتطور، يستعرضها هذا التقرير من بداياتها حتى توسعها العالمي وأسباب تفوقها.
البداية والنشأة
تأسست بيبسي عام 1893 على يد الصيدلي كاليب برادهام في كارولاينا الشمالية، كمزيج من مياه غازية وسكر وكولا لتحسين الهضم وزيادة الطاقة. وسُميت “Pep Kola” قبل أن تُصبح “بيبسي كولا” عام 1898.
التوسع والنمو المبكر
في أوائل القرن العشرين، جذبت بيبسي الانتباه بإعلانات مبتكرة، لكنها واجهت صعوبات بسبب منافسة كوكاكولا. وردًا على ذلك، قدمت بيبسي عبوات أكبر بسعر أقل، ما منحها ميزة تنافسية وجذب الفئات الفقيرة والمتوسطة الباحثة عن خيارات ميسورة.
المصاعب والانتكاسات
رغم نجاحاتها المبكرة، واجهت بيبسي صعوبات كبيرة، وأعلنت إفلاسها عام 1923 بسبب قرارات تجارية سيئة والمنافسة مع كوكاكولا. لكن في 1931، أعاد تشارلز غاتز هيكلة الشركة ووسع الإنتاج والتوزيع، مما شكّل نقطة انطلاق لنجاحها اللاحق.
الابتكار والتسويق
من أبرز أسباب نجاح بيبسي قدرتها على الابتكار التسويقي، إذ كانت من أوائل الشركات التي استخدمت الإعلانات التلفزيونية في الخمسينيات، واشتهرت بشعار “بيبسي، اختياري المفضل”. واستعانت بنجوم مثل مايكل جاكسون في الثمانينيات، مما عزز مكانتها ووسع قاعدة عملائها.
استراتيجية التنوع وتوسيع المنتجات
اتبعت بيبسي استراتيجية تنويع منتجاتها، فاندمجت عام 1965 مع فريتو لاي ودخلت مجال الوجبات الخفيفة، ما أدى إلى نمو علامات مثل دوريتوس وشيتوس، ومنحها القدرة على المنافسة في أسواق متعددة خارج نطاق المشروبات الغازية.
التوسع العالمي
منذ السبعينيات، توسعت بيبسي خارج الولايات المتحدة، ومع بداية الألفية أصبحت شركة عالمية كبرى، دخلت بقوة أسواقًا مثل الصين والهند وأمريكا اللاتينية، وعدّلت منتجاتها لتناسب الأذواق المحلية بتقليل السكر وطرح نكهات جديدة.
الاستدامة والمستقبل
خلال العقدين الأخيرين، التزمت بيبسي بالاستدامة البيئية والاجتماعية، من خلال مبادرات لتقليل تأثيرها البيئي، كاستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير وتقليل انبعاثات الكربون، إلى جانب تقديم مشروبات منخفضة السعرات وبدائل السكر كخيارات صحية للمستهلكين.
النجاح الهائل والظروف الحالية
تُعد بيبسي من أبرز العلامات التجارية عالميًا، حيث تمتلك نحو 23 علامة في مجال المشروبات والوجبات الخفيفة، وتعمل في أكثر من 200 دولة، وتحقق مبيعات سنوية تتجاوز 6 مليارات دولار. ويكمن أحد أسباب نجاحها في قدرتها على التكيف مع تغيرات السوق، حيث طورت منتجاتها لتواكب تزايد الوعي الصحي لدى المستهلكين.
الاتهام بالتسبب في الإدمان
لطالما كانت بيبسي من أبرز شركات المشروبات الغازية عالميًا، لكن شابًا أميركيًا يُدعى برايس مارتينيز (18 عامًا) رفع دعوى ضد 11 شركة، بينها بيبسي وكوكاكولا ومارس، متهمًا إياها بتسويق منتجات تُسبب الإدمان وتؤدي لأمراض مزمنة، خاصة لدى الأطفال، موضحًا أنه أُصيب بالسكري والكبد الدهني في سن 16.
وأكدت شركة محاماة تمثله صحة مزاعمه، بينما ردت جمعية العلامات التجارية بأن الشركات تلتزم بمعايير السلامة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، محذرة من تصنيف الأطعمة المعالجة كغير صحية بشكل مضلل.