بسبب ترامب.. كيف تخسر أمريكا مليارات السياحة الأوروبية؟

#image_title

ماذا حدث؟

أحدثت سياسات وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب شرخاً جديداً في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وامتدت تداعياتها إلى قطاع السياحة الذي يُعد شرياناً حيوياً للاقتصاد الأميركي.

فبعد سلسلة من التصرفات المثيرة للجدل، بدءاً من اقتراحه ضمّ غرينلاند إلى الولايات المتحدة، مروراً بتشديده على سياسات الهجرة الصارمة، ووصولاً إلى لقائه المثير مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قرر العديد من الأوروبيين مقاطعة السفر إلى أميركا احتجاجاً على هذه التصرفات.

البيانات الرسمية تشير إلى تراجع أعداد السياح من أوروبا الغربية إلى الولايات المتحدة بنسبة 1% خلال شهر فبراير الماضي مقارنةً بالعام السابق، بعد أن كانت قد ارتفعت بنسبة 14% في الفترة ذاتها من 2024.

كما تراجع عدد المسافرين من سلوفينيا إلى الولايات المتحدة بنسبة 26% في فبراير 2025، وانخفضت الرحلات القادمة من الدنمارك إلى أمريكا بنسبة 6% في فبراير 2025، بعدما كانت قد زادت بنسبة 7% في فبراير 2024.

أما الزيارات من ألمانيا إلى الولايات المتحدة فتراجعت بنسبة 9% في فبراير 2025، بعد ارتفاعها بنسبة 18% في نفس الفترة من العام السابق.

لماذا هذا مهم؟

تُعد أوروبا المصدر الأكبر لدفق السيّاح إلى الولايات المتحدة، حيث أنفق الأوروبيون نحو 155 مليار دولار على السفر إلى أميركا في عام 2023 وحده، بحسب بيانات الاتحاد الأوروبي.

ومع انخفاض عدد القادمين من ألمانيا بنسبة 9% والدنمارك بنسبة 6% في فبراير، يبدو أن قطاع السياحة الأميركية يواجه أزمة تهدد بخسائر بمليارات الدولارات.

شركات السفر الأوروبية لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث أوقفت بعضها تماماً حملات الترويج للوجهات الأميركية، ويقول ستين ألبريختسن، المدير في شركة “ألباتروس ترافيل” في كوبنهاغن: “قررنا عدم إنفاق أي مبلغ على تسويق الرحلات إلى الولايات المتحدة بسبب ضعف الإقبال واحتجاجاً على السياسات الأميركية تجاه الدنمارك وغرينلاند”.

هذا التراجع لا يؤثر فقط على شركات الطيران مثل الخطوط البريطانية و”لوفتهانزا”، بل يمتد إلى الفنادق والمطاعم وشركات تأجير السيارات والمتاجر، خاصةً وأن السائح الأجنبي ينفق من 7 إلى 8 أضعاف ما ينفقه السائح المحلي الأميركي، وفقاً لجمعية السفر الأميركية.

ماذا بعد؟

بينما تنشغل بعض الحكومات الأوروبية، كألمانيا وبريطانيا، بتحديث تحذيرات السفر والتنبيه إلى سياسات الدخول المتشددة للولايات المتحدة، بدأ الأوروبيون يعيدون رسم خريطة وجهاتهم السياحية.

الكنديون أيضاً انضموا إلى موجة العزوف عن السفر إلى أميركا، حيث سجّلت أوروبا زيادة بنسبة 32% في حجوزات العطلات من كندا لصيف هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

ومع ذلك، لا تزال هناك شركات مثل TUI الألمانية تتوقع استمرار تدفق بعض السياح إلى الولايات المتحدة، لاسيما للرحلات داخل المدن أو جولات القوافل البرية.

فهل ستتمكن واشنطن من احتواء الغضب الأوروبي ووقف نزيف الإيرادات السياحية؟ أم أن السياسات المثيرة للجدل ستدفع المزيد من المسافرين لاختيار كندا والمكسيك وأوروبا الشرقية كبدائل أكثر ودية واستقراراً؟

الأيام القادمة وحدها ستكشف حجم الفاتورة التي قد تدفعها الولايات المتحدة بسبب “دبلوماسية ترامب الصاخبة”.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *