ماذا حدث؟
في اجتماع شامل مع موظفي شركة “تسلا”، دعا الرئيس التنفيذي إيلون ماسك موظفيه إلى التمسك بأسهمهم في الشركة رغم التراجع الحاد في قيمتها هذا العام.
ماسك حاول طمأنة العاملين بعد موجة من الاحتجاجات وأعمال التخريب التي طالت سيارات “تسلا” ومعارضها ومحطات شحنها في الولايات المتحدة وأوروبا، نتيجة للغضب الشعبي من دوره في إدارة البيت الأبيض ضمن إدارة الرئيس دونالد ترامب.
في الاجتماع، وصف ماسك هذه الأعمال قائلاً: “توقفوا عن التصرف كمجانين!”.
وأغلقت أسهم “تسلا” بنهاية تعاملات الأسبوع بارتفاع فاق 5% لتصل إلى 248.71 دولارًا، بعد أن حاول ماسك ضخ جرعة من التفاؤل عبر الحديث عن مستقبل الشركة في مجالي الروبوتات والروبوتاكسي.
لماذا هذا مهم؟
تأتي تصريحات ماسك في وقت حرج تمر فيه “تسلا” بأزمة مزدوجة: انخفاض حاد في مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا وأجزاء من الولايات المتحدة والصين، بالتزامن مع القيود التجارية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب على واردات حيوية من كندا، والمكسيك، والصين.
وأشار ماسك إلى أن حالة الذعر الإعلامي تضخم الموقف، قائلاً: “لا يمكنني المرور بجانب التلفاز دون أن أرى سيارة تسلا مشتعلة!”.
في خضم هذا المشهد المضطرب، حاول ماسك شدّ انتباه موظفيه إلى آفاق مستقبلية أكثر إشراقًا، حيث استعرض خطط “تسلا” لتوسيع قدراتها في السيارات ذاتية القيادة والروبوتات البشرية، مثل روبوت “أوبتيموس” الذي بدأ تجميعه في مصنع “فريمونت” بولاية كاليفورنيا.
ماذا بعد؟
رغم المنافسة الشرسة التي تواجهها “تسلا” من شركات كبرى مثل “وايمو” التابعة لـ”ألفابت” في سوق الروبوتاكسي، ومطوري الروبوتات البشرية مثل “Boston Dynamics” و”Apptronik”، يصر ماسك على أن “أوبتيموس” هو “أكثر الروبوتات البشرية تطورًا في العالم”، رغم أنه لا يزال يتعلم المشي والتقاط الكرات.
تعتزم “تسلا” إطلاق أول خدمة للتاكسي ذاتي القيادة في أوستن، تكساس، في يونيو المقبل، باستخدام نسخ مطورة من برمجيات القيادة الذاتية الكاملة (FSD).
كما وعد ماسك بإنتاج سيارة “Cybercab”، وهي تاكسي كهربائي بلا عجلة قيادة أو مكابح، من مصنع “أوستن”، إلى جانب تسويق روبوت “أوبتيموس” أولاً لموظفي “تسلا”.
ماسك اختتم اللقاء بقوله: “نحن نبني مستقبلاً من الوفرة للجميع”، مشيراً إلى رؤية مستقبلية تبدو للبعض غريبة، لكنها في نظره قيد التحقق قريبًا.
ومع تصاعد التحديات الداخلية والخارجية، يبقى السؤال: هل سينجح ماسك في قيادة “تسلا” إلى بر الأمان وسط هذه العاصفة؟