ماذا حدث؟
شهدت العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة تطورات ملحوظة في أواخر 2025، بدءاً من قمة دونالد ترامب وشي جين بينغ في بوسان بكوريا الجنوبية في 30 أكتوبر.
أعرب المسؤولون الصينيون عن تفاؤلهم الكبير بهذه القمة، معتبرين أن الصين حققت نفوذاً قوياً عبر استخدام المعادن النادرة كأداة ضغط.
وفقاً للبيان الأمريكي، وافقت الصين على إصدار تراخيص عامة لتصدير هذه المعادن إلى الولايات المتحدة لمدة عام على الأقل، مما يُعتبر إزالة فعلية للقيود المفروضة منذ 2023.
كما زارت وفد أمريكي بكين مؤخراً، حيث لاحظ تقدماً صينياً هائلاً في نشر الذكاء الاصطناعي والروبوتات على نطاق واسع، مثل استخدام السيارات ذاتية القيادة وتحسين التصنيع.
أكدت الزيارة أن الصين لم تعد تعتمد فقط على استيراد التكنولوجيا، بل تبتكر وتنفذ بسرعة تفوق الولايات المتحدة في بعض المجالات.
لماذا هذا مهم؟
يبرز هذا الوضع المنافسة الاقتصادية الشرسة بين القوتين، حيث تعتمد الولايات المتحدة على الصين في توريد المعادن النادرة الحيوية للصناعات المتقدمة، مما يمنح بكين رافعة قوية للضغط.
يُظهر التفاؤل الصيني اعتقادهم بأنهم يتعاملون مع جانب إيجابي من إدارة ترامب، لكن ذلك قد يتغير سريعاً، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.
كما يكشف التقدم التكنولوجي الصيني عن تحول في التوازن، إذ تتفوق الصين في نشر الذكاء الاصطناعي بتكلفة منخفضة، بينما تركز الشركات الأمريكية على المنافسة الداخلية.
يؤكد ذلك ضرورة فهم الولايات المتحدة لنقاط قوة الصين الحقيقية، مثل الابتكار والتنفيذ السريع، لتجنب فقدان الريادة الاقتصادية، خاصة مع ضعف التمويل العلمي الأمريكي.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تشهد 2026 توترات حول تراخيص المعادن النادرة، حيث قد تحاول الصين تقييد التراخيص أو إغراق السوق لإعاقة مشاريع الولايات المتحدة البديلة.
سيزداد التركيز على المنافسة التكنولوجية، مع حاجة الولايات المتحدة إلى تعزيز الابتكار والتمويل العلمي لمواكبة النشر الصيني العالمي.
تنصح مراكز الأبحاث الغربية بزيادة زيارات المشرعين الأمريكيين إلى الصين لفهم الواقع، مما قد يدفع إلى سياسات أكثر فعالية.
في النهاية، قد تستمر الصين في تعزيز نفوذها الاقتصادي إذا لم تتكيف الولايات المتحدة، لكن المنافسة ستحدد الفائز بناءً على القدرة على الابتكار والتكيف.