ماذا حدث؟
في السنوات الأخيرة، تحولت مقاطع الكوميديا القصيرة على تيك توك وإنستغرام ويوتيوب إلى صناعة مزدهرة في نيجيريا، تُعرف بـ”اقتصاد الاسكتشات”، مُولدةً ملايين الدولارات ووظائف للشباب.
كشف كتاب “اقتصاد السكتشات” لعالم الاقتصاد بيل إيحوا، نشر في 2024، أن القطاع يُقدر بـ31 مليون دولار، ويُشغل أكثر من مليون شخص، مُجعلًا الكوميديا ثالث أكبر قطاع ترفيهي بعد نوليوود والموسيقى الأفروبيتس.
بدأ الازدهار خلال إغلاق كوفيد-19 في 2020، حيث قدمت السكتشات تسلية لملايين المحاصرين، وتطورت إلى محتوى يومي يعكس الحياة النيجيرية بفكاهة وسخرية، مُجذبًا 63% من النيجيريين كمشاهدين منتظمين.
يعتمد المبدعون على الإعلانات، والرعاية، والتعاون مع العلامات، مع نجوم مثل بروكيد بويز ومارك أنجل يجنون ملايين، بينما يُساهم القطاع في نمو الاقتصاد غير النفطي.
لماذا هذا مهم؟
يُمثل اقتصاد الاسكتشات نموذجًا للإبداع الشبابي في أفريقيا، حيث يُشكل الشباب تحت 25 عامًا 63% من السكان، ويُعانون بطالة 40%، مُحولًا المنصات الرقمية إلى مصدر رزق يُغني عن الوظائف التقليدية، مُعززًا التنوع الثقافي والتعليق الاجتماعي.
يُساهم في الاقتصاد الإبداعي، مُولدًا وظائف غير مباشرة في التحرير والتسويق، ويُعزز صورة نيجيريا عالميًا كمركز ترفيهي، مُنافسًا نوليوود. اجتماعيًا، يُخفف الضغوط، لكنه يُثير مخاوف أخلاقية من المحتوى الضار أو التحيز، مع ضعف حماية الملكية الفكرية والبنية التحتية (كهرباء متقطعة، إنترنت باهظ).
يُبرز نجاحه إمكانية الاقتصاد الرقمي في أفريقيا، مُلهمًا دول مثل غانا وكينيا، لكن يُحذر من عدم الاستدامة دون دعم حكومي.
ماذا بعد؟
مع انتشار الاسكتشات إلى غانا وكينيا وجنوب أفريقيا، قد يتطور القطاع إلى صناعة إقليمية بمليارات الدولارات بحلول 2030، مع استثمارات في الإنتاج والتدريب.
نيجيريا قد تُصدر قوانين لتنظيم المحتوى وحماية الملكية، مُعززةً الضرائب على المنصات لتمويل البنية التحتية.
التحديات مثل الرقابة والمنافسة الصينية ستُبطئ النمو، لكن الشباب سيستمر في الابتكار، مُحولًا الكوميديا إلى أداة تغيير اجتماعي، مع إمكانية تصدير المحتوى لأفريقيا والعالم، مُعززًا الاقتصاد الإبداعي كبديل للنفط.