ماذا حدث؟
شهدت الأسواق المالية الأميركية يومًا عصيبًا، حيث تكبّدت “وول ستريت” خسائر تريليونية في أسوأ جلسة منذ جائحة كورونا. جاء الانهيار نتيجة لتصعيد الحرب التجارية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث فرض رسومًا جمركية على جميع الدول تتراوح من 10% إلى أكثر من 40%.
هبوط حاد في المؤشرات الرئيسية
أدى تصاعد المخاوف من تداعيات الحرب التجارية إلى تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 4.5%، وهو أكبر انخفاض منذ أزمة كورونا، بينما فقد ناسداك 100 أكثر من 5% من قيمته، مما أدى إلى تبخر 3 تريليونات دولار من القيمة السوقية. وسجلت الأسواق الأميركية أسوأ بداية لها في عهد رئيس جديد منذ 2001، حين انفجرت فقاعة الإنترنت.
شركات التكنولوجيا في قلب العاصفة
قطاع التكنولوجيا كان الأكثر تأثرًا، حيث تراجعت أسهم أبل بنسبة 9%، مما أفقدها 250 مليار دولار من قيمتها السوقية. وزادت المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الموردين الآسيويين مثل الصين وتايوان والهند وفيتنام، مما يضع شركات التكنولوجيا الأميركية أمام تحديات كبيرة.وتراجعت أسهم أمازون وميتا بنسبة 9%، وتيسلا 6%، وإنفيديا 8%، ومايكروسوفت 2.4%، وغوغل 4%.
البنوك تدفع الثمن الأكبر
لم يقتصر التراجع على قطاع التكنولوجيا، فقد شهدت أسهم البنوك الكبرى انهيارًا حادًا، حيث فقد مؤشر كي بي دبليو بنك نحو 9%، في أسوأ أداء يومي له منذ الأزمة المصرفية التي ضربت القطاع في مارس 2023. هذه الخسائر الضخمة تعكس حجم المخاوف من ركود اقتصادي يلوح في الأفق، وسط الضبابية بشأن التأثيرات المحتملة لزيادة الرسوم الجمركية، التي بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من قرن.
موجة الذعر تمتد إلى العملات العالمية
لم يكن سوق الأسهم وحده الضحية، فقد شهد الدولار الأميركي انخفاضًا حادًا، هو الأكبر منذ عقدين على الأقل، مع اندفاع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، مثل اليورو، والين الياباني، والفرنك السويسري. وهذا الانخفاض يعكس تزايد القلق بشأن قدرة الاقتصاد الأميركي على مواجهة العاصفة التجارية التي قد تهدد استقراره خلال الفترة المقبلة.
ماذا بعد؟
تتصاعد المخاوف من اتساع نطاق الحرب التجارية بعد ردّ المسؤولين الأوروبيين على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركات إلى تعليق استثماراتها في الولايات المتحدة، بعد إعلان ترامب فرض رسوم بنسبة 20% على واردات الاتحاد الأوروبي.