40 % من القطاع خارج الخدمة.. الصحة السورية تواجه كارثة

40 % من القطاع خارج الخدمة.. الصحة السورية تواجه كارثة

ماذا حدث؟

كشف وزير الصحة السوري، الدكتور مصعب العلي، أن أكثر من 40% من الخدمات الصحية في سوريا خارج الخدمة بسبب الدمار الذي خلفته الحرب الأهلية بعد سنوات من النزاع.

أشار الوزير إلى جهود الحكومة لإيصال الخدمات الطبية إلى محافظة السويداء، لكنها تواجه عوائق تحول دون وصول المعدات الطبية، التي تُرسل عبر الهلال الأحمر.

كما أوضح أن الوزارة نفّذت 5556 عملية جراحية بالتعاون مع مركز الملك سلمان لدعم المواطنين في مناطق مختلفة.

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية في مارس 2025، فإن 57% فقط من المستشفيات و37% من مراكز الرعاية الأولية تعمل بكامل طاقتها، بينما أغلقت منشآت أخرى أو تعمل بطاقة محدودة بسبب نقص التمويل والإمدادات.

تدمير 80% من البنية التحتية في مدن مثل دير الزور ومعرة النعمان يفاقم الأزمة.

لماذا هذا مهم؟

الوضع الصحي في سوريا كارثي، حيث أدى النزاع الممتد منذ 2011 إلى تدمير البنية التحتية الصحية، وهجرة 50-70% من الكوادر الطبية، ونقص حاد في المستلزمات.

هذه الأزمة تهدد حياة 16.7 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات صحية في 2025، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

تقليص الدعم الدولي، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أدى إلى إغلاق عيادات ومراكز صحية، خاصة في الشمال والشمال الشرقي، مما يزيد من معاناة النازحين والأطفال المعرضين لسوء التغذية والأمراض مثل الكوليرا.

جهود الحكومة لإعادة تأهيل القطاع الصحي، مثل التعاون مع مركز الملك سلمان، تواجه تحديات لوجستية وسياسية، كما في السويداء، حيث تُعرقل الأوضاع الأمنية إيصال المساعدات.

هذا الوضع يعكس أزمة إنسانية أوسع تتطلب تدخلاً دوليًا عاجلاً لمنع تفاقم الكارثة.

ماذا بعد؟

بدون تدخل دولي فاعل، سيتفاقم الوضع الصحي في سوريا، مما يهدد بمزيد من الخسائر البشرية.

الحكومة السورية بحاجة إلى تمويل مستدام ودعم لإعادة بناء البنية التحتية واستعادة الكوادر الطبية.

رفع العقوبات الغربية قد يسهل استيراد المعدات الطبية، لكن ذلك يتطلب توافقًا سياسيًا صعبًا.

المنظمات الإنسانية، مثل الهلال الأحمر، قد تلعب دورًا أكبر في توزيع المساعدات، لكن نقص التمويل يظل عائقًا.

في السويداء، قد يتطلب الوضع حلولاً سياسية لضمان وصول المساعدات.

على المدى الطويل، إعادة إعمار القطاع الصحي تتطلب استراتيجية شاملة تشمل إصلاحات في الحوكمة وإعادة تدريب الأطباء.

إذا استمر تجاهل الأزمة، فإن انتشار الأمراض وسوء التغذية قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *