ماذا حدث؟
كشفت قائمة “صنداي تايمز” السنوية للأثرياء عن أكبر تراجع في عدد المليارديرات داخل المملكة المتحدة منذ انطلاق التصنيف قبل 37 عامًا، وذلك على خلفية الحملة التي قادتها وزيرة الخزانة البريطانية راتشيل ريفز ضد النظام الضريبي المعروف بـ”غير المقيم”.
أرقام تتراجع.. والسبب: إلغاء الامتيازات
بحسب القائمة، انخفض عدد أصحاب المليارات المقيمين في بريطانيا من 165 في عام 2024 إلى 156 هذا العام، ما يُعد ثالث تراجع سنوي متتالي، ويعكس تحوّلاً واضحًا في خريطة الثروات داخل البلاد.
وقال روبرت واتس، المسؤول عن إعداد القائمة، إن المملكة المتحدة أصبحت أقل جذبًا لأثرياء العالم، مضيفًا: “نشهد تراجع عدد أثرياء العالم الذين يأتون للعيش في المملكة المتحدة”، مؤكدًا أن إلغاء الوضع الضريبي “غير المقيم” أغضب العديد من أصحاب الثروات الذين كانوا يستفيدون من الامتيازات الضريبية.
قرار حكومي يغير قواعد اللعبة
وكانت حكومة حزب العمال قد ألغت في أبريل الماضي هذا النظام، الذي كان يمنح معاملة ضريبية خاصة للمقيمين في بريطانيا والذين يُعدّ محل إقامتهم أو منزلهم الدائم خارج البلاد لأغراض الضرائب.
وضمن أبرز المتضررين من التغييرات الجديدة، ظهرت أكشاتا مورتي، زوجة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، كواحدة من المعروفين الذين كانوا يخضعون لنظام “غير المقيم”.
وشهدت ثروتها وثروة زوجها تراجعًا لتصل إلى 640 مليون جنيه إسترليني، مقارنة بـ651 مليون في العام السابق.
نجوم ومشاهير يزينون قائمة الـ350 الأغنى
ورغم هذا الانخفاض، ما زالا ضمن قائمة الـ350 الأغنى في المملكة، والتي تضم كذلك أسماء بارزة مثل النجم الموسيقي إلتون جون، والمؤلف الموسيقي أندرو لويد-ويبر، وسائق الفورمولا 1 الشهير لويس هاميلتون، والثنائي الشهير ديفيد وفيكتوريا بيكهام، إضافة إلى ملك البلاد، الذي قُدّرت ثروته هو الآخر بـ640 مليون جنيه.
وعلى رأس القائمة، واصلت عائلة “هندوجا” تصدّرها بثروة تجاوزت 35 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 46.6 مليار دولار)، ما يعكس اتساع الفجوة بين أغنى الأغنياء وبقية القائمة، رغم التغيّرات السياسية والضريبية التي عصفت بالمشهد الاقتصادي.
ماذا بعد؟
قائمة “صنداي تايمز” لهذا العام لم تكتفِ بالكشف عن الأرقام، بل أماطت اللثام عن تحوّلات جذرية في تعامل بريطانيا مع الأثرياء، وسط تساؤلات عن مستقبل الاستثمارات الفاخرة والهجرة المالية إلى البلاد.