ماذا حدث؟
أثارت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة فرض تعريفات جمركية على معظم دول العالم، اضطرابات اقتصادية عالمية، حيث انخفضت الأسواق المالية، وتأثر سوق السندات الأمريكية، وتصاعدت التوترات مع الحلفاء
تهديدات ترامب السياسية والاقتصادية لدول غربية، مثل كندا، شكّلت صدعًا في وحدة العالم الغربي.
ومع ذلك، يرى البعض أن هذا الفوضى قد تكون فرصة لإعادة تشكيل نظام عالمي أكثر عدالة.
الصين، التي نجحت في تعليق التعريفات لمدة 90 يومًا، عززت موقفها كقوة تفاوضية، بينما تسعى دول آسيوية مثل كوريا الجنوبية واليابان إلى تعاون تجاري لمواجهة السياسات الأمريكية.
يرى بعض المحللين أن هذه التطورات تشير إلى تراجع النفوذ الأمريكي وصعود نظام متعدد الأقطاب.
لماذا هذا مهم؟
تراجع هيمنة الولايات المتحدة قد ينهي نظامًا عالميًا يُنظر إليه في الجنوب العالمي كغير عادل، بسبب التدخلات العسكرية والاقتصادية الأمريكية التي أضرت بدول الجنوب.
قد تحد سياسات ترامب الانعزالية من قدرة الولايات المتحدة على شن صراعات خارجية، مما يعزز فرص السلام.
و تستثمر الصين، بنهجها غير التدخلي نسبيًا، في الجنوب العالمي عبر مبادرة الحزام والطريق وبنك التنمية الجديد، مما يعزز التنمية ويخلق أسواقًا جديدة.
أما روسيا، فرغم قوتها العسكرية، فهي محدودة اقتصاديًا، بينما تظل أوروبا قوة عالمية لكنها تعيد تقييم علاقاتها مع الصين.
هذا التحول قد يؤدي إلى نظام عالمي يعتمد على قواعد أكثر عدالة، يدعمها الجنوب العالمي الملتزم بالقانون الدولي.
ماذا بعد؟
إعادة توجيه الاقتصاد العالمي بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية ستكون عملية معقدة ومضطربة، لكنها قد تؤسس لنظام أكثر توازنًا.
ستعزز الصين نفوذها عبر استثمارات في الطاقة المتجددة والبنية التحتية في الجنوب العالمي، بينما تسعى دول آسيا لتكامل تجاري.
قد يتبنى الاتحاد الأوروبي موقفًا أكثر استقلالية، والأمم المتحدة ستظل منصة دبلوماسية رئيسية رغم محاولات الغرب لتقويضها. اقتراحات مثل تحالف “الدول المتشابهة التفكير” بقيادة كندا قد تسعى للحفاظ على النفوذ الغربي، لكنها قد تعمق تهميش الجنوب العالمي.
إذا نجحت سياسات ترامب في تقليص النفوذ الأمريكي، فقد يُشكر العالم على إفساح المجال لنظام متعدد الأقطاب، لكن ذلك يتطلب إدارة دقيقة لتجنب الفوضى الاقتصادية والسياسية.