ماذا حدث؟
طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) التدخل العاجل لتوفير الغذاء والرعاية الطبية للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بعد إثارة مقاطع فيديو دعائية نشرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي غضبًا واسعًا.
أظهرت المقاطع الأسيرين إيفياتار دافيد وروم براسلافسكي في حالة هزيلة، مما دفع نتنياهو إلى التواصل مع جوليان ليريسون، رئيس بعثة الصليب الأحمر في المنطقة.
حماس ردت بأنها مستعدة للسماح بوصول المساعدات عبر الصليب الأحمر، لكنها اشترطت فتح ممرات إنسانية دائمة في غزة ووقف الغارات الجوية الإسرائيلية.
الصليب الأحمر، الذي أعرب عن “صدمته” من الفيديوهات، جدد دعوته للوصول إلى الأسرى، لكنه لم يتمكن حتى الآن من زيارتهم، حيث اقتصر دوره سابقًا على تسهيل إطلاق سراح بعض الأسرى خلال هدن مؤقتة.
لماذا هذا مهم؟
الوضع يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها المنظمات الإنسانية مثل الصليب الأحمر في النزاعات المعقدة.
حماس، التي تحتجز حوالي 50 أسيرًا، منهم 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة، تربط مسألة مساعدة الأسرى بالوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث أدت القيود الإسرائيلية على المساعدات إلى وفاة 175 شخصًا بسبب سوء التغذية، بما في ذلك 93 طفلًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
الصليب الأحمر، الذي يلتزم بالحياد، يواجه صعوبات في الوصول إلى الأسرى بسبب رفض حماس السابق، مما يحد من قدرته على تقديم المساعدة.
تصريحات نتنياهو، التي تنفي وجود مجاعة في غزة رغم تحذيرات الأمم المتحدة، تزيد من تعقيد الوضع، حيث تتهم حماس إسرائيل بتجويع السكان.
هذا الخلاف يعيق المفاوضات، بينما يخشى أهالي الأسرى من أن التصعيد العسكري قد يعرض حياة ذويهم للخطر.
ماذا بعد؟
قدرة الصليب الأحمر على مساعدة الأسرى تعتمد على موافقة حماس، التي تصر على شروطها، وعلى استعداد إسرائيل لتخفيف القيود على المساعدات الإنسانية.
توقف مفاوضات وقف إطلاق النار الأخيرة يعني أن الجهود الدبلوماسية قد لا تؤتي ثمارها قريبًا، مما يضع الصليب الأحمر في موقف صعب كوسيط محايد.
أهالي الأسرى يحثون على التوصل إلى صفقة شاملة، محذرين من أن المساعدات وحدها لن تكفي، لكن إذا استمر الجمود، فقد يتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لفتح ممرات إنسانية، لكن أي تصعيد عسكري قد يفاقم الأزمة ويعرض الأسرى لخطر أكبر.