ماذا حدث؟
في ظل تتابع حوادث الحرائق بشكل لافت في عدد من المحافظات المصرية، أثيرت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يرى الأمر طبيعيًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ومن يتحدث عن “مؤامرة” خفية تستهدف استقرار البلاد.
سنترال رمسيس يشعل فتيل الشكوك
البداية كانت من قلب العاصمة، حيث اندلعت النيران مساء الإثنين الماضي داخل مبنى سنترال رمسيس، أحد أضخم مراكز الاتصالات في مصر، واستمر الحريق قرابة 20 ساعة متواصلة، ما تسبب في انقطاع جزئي بخدمات الهاتف الأرضي والإنترنت، فضلًا عن تعطل ماكينات الصراف الآلي، وخدمات الدفع الإلكتروني، وتأثر بعض أنظمة الطيران والمعاملات البنكية.
وبعد مرور أقل من 72 ساعة، تجددت النيران مجددًا في المبنى الخلفي للسنترال، ليُعاد فتح ملف الحرائق الكبيرة في البلاد مجددًا وسط تساؤلات لا تهدأ.
لماذا هذا مهم؟
لم يكن سنترال رمسيس الحادث الوحيد؛ ففي اليوم ذاته، شب حريق ضخم داخل مول بمدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، والتهمت النيران المبنى بالكامل في مشهد وصفه شهود العيان بـ”المروع”.
وفي نفس الإطار الزمني، احترق مصنع للمنظفات في القاهرة، كما اندلعت النيران في أحد الفنادق الشهيرة بطريق الكورنيش في الإسكندرية، وأتى الحريق على أجزاء كبيرة من المبنى، قبل أن تصل سيارات الإطفاء للسيطرة عليه.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طال الحريق أحد فنادق القاهرة ومتحفًا ملكيًا داخل العاصمة.
تزامن هذه الوقائع في فترة قصيرة أثار كثيرًا من التساؤلات، ودفع البعض للتشكيك في خلفياتها، وهو ما عبّر عنه الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري قائلًا: “هل كل ذلك صدفة؟ لماذا الآن؟ هذا مجرد سؤال وننتظر الإجابة لأنها ستكشف ما يحدث وهدفه”.
مشيرًا إلى احتمالية وجود محاولات لضرب الاصطفاف الوطني وزيادة الاحتقان في الداخل، على حد تعبيره.
الداخلية ترد.. لا مؤامرة ولا شيء غير طبيعي
في المقابل، نفى اللواء ممدوح عبد القادر، مدير إدارة الحماية المدنية الأسبق، وجود أي مؤشرات على أن مصر تشهد موجة غير معتادة من الحرائق.
وأكد أن “معدلات الحرائق في مصر طبيعية، ولا شيء يدعو للقلق”.
وأشار إلى أنه إذا نظرنا لخريطة الحرائق الأخيرة سنجد حريقًا في القاهرة وآخر في الجيزة وثالثًا في الإسكندرية، متسائلًا: “أليس من الطبيعي أن تقع هذه الحوادث في بلد به 27 محافظة؟”.
وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة الحالية يجعل الأماكن أكثر عرضة للاشتعال عند التعرض لأي مؤثر بسيط، مثل تماس كهربائي أو مواد قابلة للاشتعال، مؤكدًا أن هذا هو السبب الرئيسي في أغلب الحرائق.
ماذا بعد؟
رغم التطمينات، لا تزال الشكوك قائمة في ظل غياب تقارير نهائية أو بيان موحد يكشف أسباب الحوادث المتزامنة، ما يفتح باب التساؤل: حرارة أم مؤامرة؟.