هجوم المسيرات الأوكرانية هل يستهدف موسكو، أم المباحثات الجارية في السعودية ؟

#image_title

كتب/ سعود عبدالعزيز

ماذا حدث ؟

قبيل ساعات من المحادثات بين وفدي أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي عقدت في مدينة جدة بالسعودية بشأن حرب أوكرانيا ، أعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن هجومًا ضخمًا بعشرات الطائرات الأوكرانية المسيرة استهدف العاصمة الروسية الاثنين مساء الثلاثاء، وذلك قبل انطلاق المحادثات المقررة في مدينة جدة.

وأعلنت روسيا إسقاط 337 مسيرة أوكرانية أطلقت على عدد من مناطقها من بينها 91 مسيرة فوق منطقة موسكو حسب بيان وزارة الدفاع الروسية مايجعله أضخم هجوم على أراضيها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 كما استهدف الهجوم بشكل أساسي محيط موسكو ومنطقة كورسك المحاذية لأوكرانيا حيث تم إسقاط 126 مسيرة بحسب البيان. كما أعلن حاكم منطقة موسكو اندريه فوروبيوف يوم الثلاثاء عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرون وأوضح سيرغي سوبيانين إن ما لا يقل عن 60 طائرة مسيرة تم تدميرها أثناء اقترابها من مدينة موسكو.

لماذا هذا مهم ؟

يأتي هذا التصعيد في المشهد الميداني في الحرب الأوكرانية، تزامنًا مع انطلاق المباحثات التي عقدت في المملكة العربية السعودية والتي حضرها وفد أوكراني و وفد أمريكي رفيع المستوى يرأسه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ماركو روبيو، بحيث تعد مؤشرًا كبيرًا نحو التسوية الأوكرانية الروسية والتي نوقش فيها مقترح ال30 يومًأ من الهدنة والذي وضعته أمريكا على طاولة المباحثات مما جعل أوكرانيا ترحب به كما تمت مناقشة الشراكة بكافة أشكالها بين أمريكا وأوكرانيا مثل الوصول إلى اتفاق بشأن المعادن والتي لطالما رغب ترامب بعقد تلك الصفقة والحصول عليها.

إلا أن أمام كل هذا التفاؤل عقب انعقاد المباحثات التي وصفتها الأطراف بالإيجابية، طرأ حدث لربما يقلب المزاج الروسي الذي يضع حياة مواطنيه على قائمة أولوياته، مما جعل روسيا ترد بهجوم برّي داخل الأراضي الأوكرانية، في اليوم التالي من الهجوم الأوكراني على أراضيها، حيث جعل أوكرانيا تخسر مايقارب 100 كيلومتر من أراضيها في بمنطقة كورسك الحدودية.

ماذا بعد ؟

من يعرف المزاج الروسي البارد في الاتفاقيات والبطيء في التسوية، يدرك أن هذا الهجوم لن يمر بسهولة وأن روسيا ستستمر باحتلال كيلومترات من أراضي أوكرانيا كرد اعتبارٍ لها أمام هذا الهجوم الأوكراني المباغت الذي تزامن مباحثات جدة، هذا التصعيد، سيجعل الوصول إلى اتفاق مع روسيا بشأن الهدنة، أمرًا مُجهِِدًا وسيأخذ وقتًأ أطول مما كانت تخطط له أمريكا أوكرانيا في إقناع الروس.

ويأتي السؤال: من الطرف المستفيد من هجوم المسيرات الأوكرانية على روسيا ؟.. هل هو اختلاف في الكابينت الأوكراني تجاه قبول الهدنة والوصول إلى تسوية مع روسيا، أم أنها محاولة إفشال مساعي زيلينسكي لإجباره على التنحّي، أم هي خطة روسية لإطالة الحرب وتأجيل المباحثات.. ستبقى هذه الأسئلة مطروحة على طاولة الاحتمالات والإجابة لدى الأيام المقبلة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *