ماذا حدث؟
في تطور خطير ينذر بكارثة بيئية واجتماعية، كشفت وسائل إعلام عراقية، الأربعاء، عن موجة جفاف غير مسبوقة تضرب نهر “المشرح” بمحافظة ميسان جنوب البلاد، نتيجة انقطاع مصادر المياه المغذية له بشكل كامل.
تحذيرات من كارثة بيئية تضرب الأهوار
وأفاد موقع “السومرية نيوز” أن نهر المشرح، أحد تفرعات نهر دجلة في ناحية المشرح، قد جف تمامًا، محذرًا من خطورة الوضع على الأهوار المجاورة، في ظل استمرار موجات الهجرة من المناطق الريفية بسبب شحّ المياه.
أزمة تمتد.. نهر الفرات يعاني أيضًا
المشهد لا يقتصر على نهر المشرح فحسب، بل يعكس أزمة أوسع نطاقًا تعصف بالعراق. فوفقًا لتقارير رسمية، يواجه العراق انحسارًا حادًا في مياه نهري دجلة والفرات، نتيجة للتغيرات المناخية وتراجع الإيرادات المائية من دول المنبع، مما يُهدد الأمن المائي للبلاد بشكل غير مسبوق.
رئيس العراق يدق ناقوس الخطر
الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، كان قد حذّر مؤخرًا من خطورة الوضع، لافتًا إلى أن التراجع الكبير في الموارد المائية أدى إلى انخفاض مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني.
وفي محاولة لتدارك الموقف، دعا رشيد إلى تعزيز الالتزامات الدولية عبر خطة عمل تستند إلى اتفاقية أعالي البحار، مطالبًا بتوسيع الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بما يضمن تفعيل بنود الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه.
لماذا هذا مهم؟
بلغة الأرقام، يبدو الوضع أكثر قلقًا. فالعراق، بحسب تحليل رقمي أوردته “السومرية نيوز”، يحصل على 18.1 مليون متر مكعب من مياه نهر الفرات يوميًا، بينما يتجاوز استهلاكه اليومي 19.4 مليون متر مكعب، مما يخلق عجزًا مائيًا يقدَّر بـ1.3 مليون متر مكعب يوميًا – أي ما يعادل نسبة عجز تبلغ 7%.
ماذا بعد؟
وسط هذه المؤشرات المقلقة، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة المائية، وتحولها إلى تهديد وجودي حقيقي للعراق، ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة وحاسمة على المستويين المحلي والدولي.