ماذا حدث؟
في 2 أغسطس 2025، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية 50 صوتًا مقابل 45 على تعيين جنين بيرو، وهي قاضية ومقدمة برامج تلفزيونية سابقة من أصول لبنانية، في منصب المدعية العامة لمنطقة كولومبيا، أحد أرفع المناصب القضائية في الولايات المتحدة.
هذا التعيين، الذي جاء بترشيح من الرئيس دونالد ترامب، أثار جدلًا واسعًا بسبب خلفية بيرو الإعلامية ومواقفها السياسية المثيرة للجدل.
كانت بيرو قد عُينت في المنصب مؤقتًا في مايو 2025، بعد فشل مرشح ترامب السابق إد مارتن في الحصول على دعم الكونغرس بسبب مواقفه من هجوم 6 يناير 2021 على الكابيتول.
بيرو، البالغة من العمر 74 عامًا، اشتهرت بتقديم برامج مثل “القاضية جانين بيرو” (2008-2011) و”العدالة مع القاضية جانين” على قناة فوكس نيوز لمدة 11 عامًا، إلى جانب مشاركتها في برنامج “الخمسة”.
لماذا هذا مهم؟
تعيين بيرو يعكس استراتيجية ترامب في اختيار شخصيات إعلامية مؤيدة له لشغل مناصب حساسة، مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير النقل شون دافي، مما يثير تساؤلات حول تسييس القضاء الأمريكي.
بيرو، التي ولدت في نيويورك عام 1951 لأبوين مهاجرين من بصاليم في جبل لبنان، بدأت مسيرتها القانونية عام 1975 كمساعدة مدعي عام في ويستتشستر، ونيويورك، ثم أصبحت مدعية عامة منتخبة.
لكن شهرتها الإعلامية ودعمها العلني لترامب، بما في ذلك ترويجها لنظريات مؤامرة حول انتخابات 2020، جعل تعيينها مثار انتقادات حادة.
السيناتور الديمقراطي ديك دوربين وصف القرار بأنه “سطحي”، مشيرًا إلى كتابها “كاذبون، مسربون، وليبراليون” (2018) الذي وُصف بأنه “متملق” لترامب.
كما أن عفو ترامب عن زوجها السابق ألبرت بيرو، الذي أُدين بالتهرب الضريبي، يُضيف طبقة من الجدل حول نزاهة اختيارها.
ماذا بعد؟
تعيين بيرو قد يعزز نفوذ ترامب في القضاء الفيدرالي، خاصة مع تعيينات أخرى مثل إميل بوف كقاضٍ استئنافي، لكن الجدل المحيط بها قد يُعيق عملها، حيث ستواجه رقابة صارمة من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، خاصة في ظل إشرافها على قضايا حساسة مثل التحقيقات المرتبطة بترامب وأنصاره.
الانتقادات المتعلقة بخلفيتها الإعلامية ومواقفها قد تؤدي إلى تحديات قانونية أو سياسية، خاصة إذا حاولت استهداف خصوم ترامب مثل المدعية العامة لنيويورك ليتيسيا جيمس، التي تواجه تحقيقًا من وزارة العدل.
على المدى الطويل، قد يؤدي تعيين شخصيات مثيرة للجدل مثل بيرو إلى إضعاف ثقة الجمهور في استقلالية القضاء، مما يزيد من الاستقطاب السياسي.
ومع ذلك، فإن دعم ترامب القوي لبيرو، ووصفه لها بأنها “امرأة لا مثيل لها”، يشير إلى أنها ستظل لاعبًا رئيسيًا في إدارته، مع احتمال تصعيد التوترات مع المعارضة.