مذبحة على القضبان وتصعيد خطير في بلوشستان الباكستانية.. ما القصة؟

#image_title

ماذا حدث؟

في تصعيد جديد بصراع بلوشستان، هاجم مسلحون من “جيش تحرير بلوشستان” قطار “جعفر إكسبرس”، الثلاثاء، واحتجزوا أكثر من 450 راكبًا، بينهم نساء وأطفال، بعد تفجير خط السكة الحديدي لإيقافه.وخاضت القوات الباكستانية معارك شرسة لأكثر من 20 ساعة لاستعادة القطار وتحرير الرهائن، ونجحت في إنقاذ 190 راكبًا، بينما قُتل 30 مهاجمًا. وأسفر الهجوم عن مقتل شرطي وجندي وسائق القطار، وفق حصيلة أولية.

من يقف وراء الهجوم؟

وأعلن “جيش تحرير بلوشستان” مسؤوليته عن العملية، وهو فصيل مسلح يسعى لانفصال الإقليم عن باكستان، ويتهم الحكومة بـ”نهب موارده الطبيعية وتهميش سكانه”. ولم تعلن الجماعة عن مطالب محددة حتى الآن، لكنها معروفة بتنفيذ عمليات مماثلة ضد الجيش الباكستاني والبنية التحتية، كما سبق لها استهداف مشروعات اقتصادية صينية، في محاولة لطرد الاستثمارات الأجنبية من المنطقة.

لماذا هذا مهم؟

تعتبر الحكومة الباكستانية والولايات المتحدة “جيش تحرير بلوشستان” جماعة إرهابية. ففي عام 2019، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية التنظيم على قائمتها الخاصة بالإرهابيين العالميين، بهدف تجفيف مصادر تمويله. ومنذ عقود، تخوض الجماعة مواجهات دامية مع الجيش الباكستاني، الذي قتل زعيمها نواب أكبر بقتي عام 2006، إلا أن الحركة استمرت في عملياتها المسلحة ضد الدولة.

إقليم بلوشستان.. موارد غنية وفقر مستمر

ويعد بلوشستان أكبر أقاليم باكستان من حيث المساحة، لكنه الأقل كثافة سكانية. ويقع جنوب غرب البلاد، ويشترك في الحدود مع إيران وأفغانستان. ورغم احتوائه على موارد طبيعية هائلة، مثل الغاز والفحم والنحاس، فإن سكانه يعانون من الفقر والتهميش. ويضم الإقليم ميناء جوادر، الذي يمثل حجر الزاوية في الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني ضمن “مبادرة الحزام والطريق”، ما جعله نقطة صراع جيوسياسي كبيرة.ويشعر السكان المحليون بالاستياء من تدفق الاستثمارات الصينية، إذ يرون أنها لم تعُد عليهم بالفائدة، بينما حصل القادمون من خارج الإقليم على معظم فرص العمل الناتجة عنها، مما عزز الغضب الشعبي تجاه الحكومة المركزية.ويقطن بلوشستان مجموعات من قومية البلوش، الذين يُقدّر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة، غالبيتهم في باكستان، إلى جانب مجتمعات في إيران وأفغانستان. ويتميز البلوش بثقافتهم القبلية وتقاليدهم العريقة، ويتحدثون اللغة البلوشية، ومعظمهم من المسلمين السنة.

ماذا بعد؟

الهجوم الأخير يفتح فصلاً جديدًا من الصراع الدائر في بلوشستان، ويثير تساؤلات حول مستقبل الأوضاع الأمنية في المنطقة. فهل تواصل الحكومة الباكستانية نهجها العسكري في التعامل مع الجماعات الانفصالية، أم أن هناك فرصة لحل سياسي يوقف نزيف الدم المستمر؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *