مخدرات بمليار دولار في بحر العرب.. ما القصة؟

مخدرات بمليار دولار في بحر العرب.. ما القصة؟

ماذا حدث؟

في عملية أمنية استثنائية أعلنت عنها القوات البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات (سي إم إف) يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، نجحت سفينة تابعة للبحرية الباكستانية، وتحديداً “بي إن إس يارموك”، في ضبط شحنات هائلة من المخدرات في بحر العرب.

جاءت العملية خلال 48 ساعة فقط، حيث صعد طاقم السفينة على متن مركبين شراعيين مشبوهين، وصادروا أكثر من طنين من الميثامفيتامين الكريستالي بقيمة 822.4 مليون دولار في الضبط الأول، تلاه ضبط 350 كيلوغراماً من الميثامفيتامين بـ140 مليون دولار و50 كيلوغراماً من الكوكايين بـ10 ملايين دولار في الثاني.

بلغت القيمة الإجمالية للمخدرات المصادرة نحو 972 مليون دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر عمليات الضبط في تاريخ سي إم إف.

تقود هذه القوة، التي تضم 47 دولة بما فيها السعودية والولايات المتحدة وفرنسا، قوة المهام المشتركة 150 برئاسة سعودية مقرها البحرين، ووصفها القائد السعودي القومودور فهد الجويد بأنها “واحدة من أنجح عمليات ضبط المخدرات” في تاريخ التحالف.

لماذا هذا مهم؟

تُعد هذه العملية ضربة قوية لشبكات التهريب الدولية، التي تستغل بحر العرب كممر رئيسي لنقل المخدرات من آسيا نحو أوروبا وأفريقيا، مما يهدد الأمن الإقليمي والدولي.

المخدرات المصادرة، خاصة الميثامفيتامين الذي ينتشر في الشرق الأوسط كـ”مخدر الحرب” بسبب تأثيره على الاستقرار الاجتماعي، تمثل خسائر مالية هائلة للكارتلات الإجرامية، وتؤكد فعالية التعاون الدولي في مواجهة الجريمة المنظمة.

سي إم إف، التي تراقب أكثر من 3 ملايين ميل بحري في مناطق حيوية مثل البحر الأحمر وخليج عدن، تُبرز دورها في تعزيز الملاحة الآمنة، حيث يمر 90% من التجارة العالمية عبر هذه المياه.

كما أشاد مركز القيادة المركزي الأمريكي بالعملية، مشدداً على أنها تعيق تدفق الأموال إلى الإرهاب والفساد، وتساهم في حماية المجتمعات من الإدمان الذي يُكلف الاقتصادات مليارات سنوياً.

في سياق المنطقة، تعكس نجاحاً سعودياً باكستانياً يعزز الثقة في التحالفات البحرية، خاصة مع تزايد التهديدات من الصومال وإيران.

ماذا بعد؟

مع إحالة المشتبه بهم والمخدرات إلى السلطات المختصة للتحقيق، من المتوقع أن تؤدي العملية إلى كشف روابط أوسع في شبكات التهريب، ربما عبر تحليل المسارات والأصول.

سيستمر سي إم إف في تعزيز دورياتها، مع التركيز على تكنولوجيا الرصد مثل الطائرات بدون طيار، لمنع تكرار مثل هذه الشحنات، خاصة أن بحر العرب يشهد ارتفاعاً في عمليات التهريب بنسبة 20% هذا العام.

على المستوى الدولي، قد يدفع ذلك إلى تعزيز التعاون مع دول مثل الهند وأوما، وتوسيع الاتفاقيات الثنائية بين السعودية وباكستان.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن النجاح المؤقت يتطلب جهوداً أرضية لمكافحة الزراعة والإنتاج في أفغانستان وباكستان، بالإضافة إلى برامج إعادة تأهيل للمتضررين.

في النهاية، تبقى هذه الضربة إشارة إلى أن الاستقرار البحري يعتمد على الإرادة الجماعية، لكن التحدي مستمر مع تطور طرق التهريب.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *