ماذا حدث؟
في 24 يونيو 2025، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا بتصريح غاضب خلال مؤتمر صحفي، حيث استخدم كلمة بذيئة للتعبير عن إحباطه من انتهاك إسرائيل وإيران لوقف إطلاق النار الذي أُعلن في 23 يونيو.
قال ترامب: “لدينا بلدان يقاتلان بشدة منذ زمن طويل ولا يعرفان ما الذي يفعلانه”، مما عكس غضبه الواضح.
هذا التصريح، كما يوضح عالم النفس جيف بيتي في مقال نشرته “The Conversation”، لم يكن زلة لسان، بل تعبيرًا عن أسلوب ترامب في اتخاذ القرارات السريعة والعاطفية.
يرى بيتي أن هذا السلوك يتماشى مع فرضية الإحباط والعدوانية من ثلاثينيات القرن الماضي، التي تربط الإحباط الناتج عن إعاقة الأهداف بالسلوك العدواني، لكنه يشير إلى أن هذه الفرضية تبسيطية، حيث يتدخل التفكير العقلاني عادةً للحد من العدوانية.
لماذا هذا مهم؟
يستند تحليل بيتي إلى نظرية دانيال كانيمان عن التفكير السريع والبطيء. النظام الأول (سريع، وحدسي، وعاطفي) يعمل تلقائيًا، بينما النظام الثاني (بطيء، وعقلاني) يتطلب جهدًا واعيًا.
يعتمد ترامب بشكل كبير على النظام الأول، مما يؤدي إلى قرارات عاطفية سريعة دون تدقيق كافٍ من النظام الثاني، كما يظهر في تصريحه الغاضب.
هذا الأسلوب، المتجذر في خلفيته التجارية حيث تُفضل القرارات السريعة، فعال في حشد المؤيدين، لكنه يؤدي إلى تصرفات متهورة ومثيرة للجدل.
في سياق الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، فإن لغة ترامب العدوانية قد تعكس ضغوطًا سياسية لإظهار القوة، لكنها تزيد من مخاطر التصعيد الدبلوماسي.
هذا النمط يثير قلقًا، لأن القرارات في أوقات الحرب تتطلب توازنًا بين الحدس والتحليل العقلاني، وهو ما يبدو ناقصًا في نهج ترامب.
ماذا بعد؟
للحد من تأثير تصريحات ترامب السريعة والغاضبة، يحتاج فريقه إلى تعزيز دور المستشارين لضمان تدقيق القرارات عبر النظام الثاني.
يجب أن يتبنى ترامب نهجًا أكثر تحفظًا في الخطاب العام، خاصة في السياسة الخارجية، لتجنب إثارة التوترات الإقليمية.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي استخدام لغة عدوانية إلى تعقيد مفاوضات وقف إطلاق النار، كما حدث بعد خرق الهدنة.
ينبغي للإدارة الأمريكية وضع استراتيجيات لإدارة انفعالات ترامب، مثل جلسات إحاطة مكثفة قبل المؤتمرات الصحفية.
وعلى المستوى الدولي، يجب على الحلفاء، تنسيق الردود لتجنب تأجيج الصراعات.
إذا استمر هذا النمط، فقد يؤدي إلى تقويض مصداقية ترامب دبلوماسيًا، مما يعيق جهود السلام في الشرق الأوسط، لذلك فإن التدريب على اتخاذ قرارات متوازنة وتعزيز التواصل الاستراتيجي ضروريان لتقليل المخاطر.