ماذا حدث؟
في الآونة الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة زيادة ملحوظة في الخطاب العنصري الموجه ضد الهنود الأمريكيين، خاصة من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس.
بدأ الأمر بردود فعل عدائية على تهاني عيد ديوالي من مسؤولين بارزين، مثل مدير الـFBI كاش باتيل ونيكي هالي وفيفيك راماسوامي، حيث غمرت التعليقات المتطرفة اليمينية المنشورات برسائل مثل “ارجعوا إلى بلادكم” أو اتهامات بتعبد “شياطين الرمال”.
سجل مركز دراسة الكراهية المنظمة نحو 2700 منشور يروج للعنصرية ضد الهنود في أكتوبر وحده، مع تركيز على برنامج تأشيرات H-1B الذي يستفيد منه الهنود بشكل كبير، حيث يُصورون كمخادعين يسرقون الوظائف الأمريكية.
انتقلت هذه الاستفزازات إلى الحياة اليومية، مع حوادث مثل احتجاجات في تكساس ضد “التسلل الهندي” وإهانات في فلوريدا وجورجيا، حيث هدد أشخاص بترحيل الهنود أو اتهامهم بالتآمر الثقافي.
لماذا هذا مهم؟
يأتي هذا الهجوم في سياق أوسع من الشعبوية المهاجرة، حيث يربط المتطرفون نجاح الهنود الأمريكيين – الذين يشكلون مجموعة عرقية ذات دخل مرتفع ومناصب قيادية في التكنولوجيا والحكومة – بتهديد للهوية الأمريكية “البيضاء المسيحية”.
أصبحت الصور النمطية عن الهنود كـ”قذرين” أو “مفترسين” شائعة، مستمدة من نظريات الاستبدال العرقي، وتفاقمت بسبب سياسات الرئيس ترامب في تقييد الهجرة وفرض رسوم على التأشيرات.
هذا مهم لأنه يكشف عن تحول في اليمين السياسي، حيث يستهدف حتى المهاجرين الناجحين قانونياً، مما يهدد التماسك الاجتماعي ويذكر بأن العنصرية لا تفرق بين الأقليات.
كما يبرز كيف أن النجاح الاقتصادي للجالية الهندية، التي تضم مواطنين وطلاباً ومهاجرين، يُحول إلى عدو، مما قد يؤدي إلى عنف حقيقي إذا استمر الخطاب دون رد فعل.
ماذا بعد؟
في المستقبل، قد يزداد التوتر مع استمرار السياسات المهاجرة الصارمة، خاصة إذا لم يتدخل القادة لتهدئة الخطاب، كما حدث مع عدم إدانة نائب الرئيس جي دي فانس للتعليقات العنصرية.
يحتاج الهنود الأمريكيون، خاصة المحافظين منهم، إلى إعادة التفكير في تحالفاتهم وتعزيز التضامن مع مجموعات أخرى، لتجنب عزلة أكبر.
في النهاية، يتطلب الأمر وعياً جماعياً بأن التمييز العنصري يهدد الجميع، وقد يدفع نحو حملات توعية أو إصلاحات في المنصات الرقمية لمكافحة الكراهية.