لماذا فشلت ثلاث دول في إطفاء حرائق غابات سوريا؟

لماذا فشلت ثلاث دول في إطفاء حرائق غابات سوريا؟

ماذا حدث؟

منذ 3 يوليو 2025، اجتاحت حرائق غابات واسعة النطاق محافظة اللاذقية الساحلية في سوريا، ممتدة إلى طرطوس وبانياس، ودمرت حوالي 10 آلاف هكتار من الأراضي الحرجية والزراعية بحلول 7 يوليو.

سوريا، بدعم من تركيا والأردن، حشدت جهودًا كبيرة شملت 160 سيارة إطفاء، ومروحيات تركية، وفرق أردنية عبرت معبر نصيب.

رغم ذلك، فشلت هذه الدول في إخماد الحرائق بشكل كامل، حيث استمرت لأيام مع توقعات بأن السيطرة النهائية تحتاج عدة أيام إضافية.

السلطات السورية، بقيادة وزير الطوارئ رائد الصالح، وصفت الحرائق بـ”الكارثة البيئية”، ودعت الأمم المتحدة لمزيد من الدعم الدولي، بينما أعاقت مخلفات الحرب والظروف المناخية جهود الإطفاء.

لماذا هذا مهم؟

تعد حرائق اللاذقية 2025 من أسوأ الكوارث البيئية في سوريا، حيث دمرت 4% من غطائها الأخضر المتبقي، في بلد خسر 19.3% من غاباته بين 2010-2019 بسبب الحرب والجفاف.

الجفاف الحالي، الأسوأ منذ 60 عامًا وفقًا لمنظمة الفاو، قلص الأمطار بنسبة 40%، مهددًا الأمن الغذائي لـ16.3 مليون سوري.

التضاريس الجبلية، والرياح القوية (50-60 كم/ساعة)، وارتفاع درجات الحرارة (40 درجة مئوية) زادت من صعوبة السيطرة على الحرائق.

مخلفات الحرب، مثل الألغام والذخائر غير المنفجرة، عرقلت وصول فرق الإطفاء، مما أدى إلى إصابة متطوع باختناق وتدمير مركبة إطفاء.

مساعدات تركيا (طائرتان و11 مركبة) والأردن (20 مركبة إطفاء) كانت حيوية، لكن نقص الموارد المحلية، مثل الوقود وقطع غيار المركبات، حد من فعاليتها.

لماذا فشلوا؟

– الظروف المناخية القاسية: الجفاف الشديد والرياح القوية ساهمتا في انتشار الحرائق بسرعة عبر الغابات الجافة، مما جعل السيطرة صعبة حتى مع المساعدات الجوية.

– مخلفات الحرب: الألغام والذخائر غير المنفجرة من الحرب السورية (2011-2024) حالت دون وصول فرق الإطفاء إلى مناطق مثل قسطل معاف، مما زاد من المخاطر وأبطأ العمليات.

– نقص الموارد المحلية: عقود من العقوبات الدولية وتدمير البنية التحتية قللت من قدرات سوريا، مع نقص في الوقود، المعدات الحديثة، وبدلات الحماية لفرق الإطفاء.

– التضاريس الصعبة: التضاريس الجبلية في اللاذقية وطرطوس، مع غابات كثيفة تمتد 80 كم، جعلت الوصول إلى بؤر الحرائق شبه مستحيل في بعض المناطق.

– التنسيق المحدود: رغم مساعدات تركيا والأردن، كانت الاستجابة متأخرة نسبيًا، وبدأت تركيا في 5 يوليو والأردن في 6 يوليو، مما سمح للحرائق بالتمدد قبل وصول الدعم.

ماذا بعد؟

جهود الإطفاء مستمرة، مع توقعات بأن السيطرة الكاملة تستلزم أيامًا إضافية للمراقبة.

الأمم المتحدة تعهدت بتقييم الاحتياجات الإنسانية العاجلة، لكن نقص التمويل الدولي قد يعيق الاستجابة.

الحرائق أجبرت عائلات على النزوح، ودمرت أراضي زراعية، مما يفاقم أزمة الأمن الغذائي، والحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تواجه ضغوطًا لإعادة بناء قدرات الطوارئ، بينما تدعو لدعم دولي أوسع.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *