ماذا حدث؟
شهدت الدول الغربية زيادة ملحوظة في حوادث الدهس بالسيارات، حيث أظهرت البيانات 152-150 حادثة عالمية منذ عام 2000، أودت بحياة حوالي 511 شخصًا.
في سنة 2025 وحدها، وقعت 15 حادثة أسفرت عن مقتل أكثر من 32 شخصًا.
تشمل الأمثلة الأخيرة: ليفربول (26 مايو)، حيث أصيب 47 شخصًا بسبب سائق محلي دون دوافع إرهابية واضحة وفانكوفر (26 أبريل)، التي قُتل فيها 11 بسبب رجل يعاني من اضطرابات عقلية، ونيو أورليانز (1 يناير)، التي قُتل فيها 15 في هجوم إرهابي.
أقل من ثلث هذه الحوادث صُنفت كإرهابية، مما يشير إلى تنوع الدوافع، من الإرهاب إلى الأزمات النفسية والغضب الشخصي.
شهدت أوروبا، خاصة ألمانيا (14 حادثة) والمملكة المتحدة (7 بعد ليفربول)، وأمريكا الشمالية (31 في الولايات المتحدة) ارتفاعًا ملحوظًا، مع وقوع ذروتها في 2017-2018.
لماذا هذا مهم؟
تُعد حوادث الدهس تهديدًا متزايدًا بسبب سهولتها وتأثيرها الكبير، فالسيارات متاحة بسهولة، ولا تتطلب مهارات خاصة، مما يجعلها وسيلة مفضلة للإرهابيين المنفردين أو أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية.
هجوم نيس 2016 (86 قتيلاً)، يُظهر النسبة الأكبر، لكن العوامل غير الإرهابية، كالأزمات النفسية في حوادث (مانهايم، وفانكوفر) أو الانتقام الشخصي، تشكل نسبة كبيرة.
هذه الحوادث تُسلط الضوء على نقاط ضعف التصميم الحضري، حيث غالبًا ما تفتقر الأماكن العامة إلى حواجز قوية، كما أن الوقاية صعبة، إذ لا يمكن اعتقال أشخاص بناءً على نوايا غير مؤكدة، كما في حالة كوتور-رولو 2014
ماذا بعد؟
لتقليل المخاطر، يقول الخبراء إنه يجب على المدن تعزيز تدابير الحماية، من خلال:
– حواجز قوية: تركيب حواجز مضادة للصدمات عند مداخل الفعاليات، مع تجنب الحواجز الضعيفة كالأقماع البلاستيكية.
– تضييق المسافات: وضع الحواجز بشكل متقارب لمنع اختراق السيارات.
– تعطيل المسارات المستقيمة: استخدام الأسوار أو المركبات المتوقفة لتقليل سرعة السيارات.
– ضوابط صارمة: السماح فقط للمركبات الطارئة المصرح لها بدخول مناطق الفعاليات تحت إشراف.
– استمرار القيود: منع دخول المركبات حتى تفريغ المنطقة من الحشود بعد الفعاليات.
تُظهر هذه التدابير، التي أثبتت فعاليتها في هجمات مثل مطار غلاسكو 2007، أهمية التصميم الأمني.
كما يجب معالجة الأسباب الجذرية، مثل دعم الصحة النفسية ومكافحة التطرف، فقد تُشجع الحوادث المتكررة، التي وصفها باحثون كـ”ميمات” تنتشر بالتقليد، مزيدًا من الهجمات إذا لم تُعالج.