كيف أظهرت قمة الناتو خلاف أوروبا وأمريكا حول تحديد العدو؟

كيف أظهرت قمة الناتو خلاف أوروبا وأمريكا حول تحديد العدو؟

ماذا حدث؟

أظهرت قمة الناتو في لاهاي (24-25 يونيو 2025) تباعدًا استراتيجيًا بين أوروبا والولايات المتحدة، مما يشير إلى أنهما لم يعودا يتشاركان عدوًا مشتركًا واضحًا.

وفقًا لأندرو كوربيت، المحاضر الأول في دراسات الدفاع بكلية كينغز لندن، تخلت القمة عن الإشارة إلى “القانون الدولي” و”النظام الدولي القائم على القواعد”، وهي عبارات ثابتة في بيانات الناتو منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.

البيان المختصر والمكون من خمس فقرات ركز فقط على القدرات العسكرية والاستثمار الاقتصادي، مما يعكس تصميمًا متعمدًا لتجنب خلافات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

هذا الانحراف يعكس اختلاف الأولويات: أوروبا تركز على روسيا كتهديد مباشر، بينما الولايات المتحدة تشدد على الصين، مع تحول قواتها البحرية نحو المحيط الهادئ، كما أشار كوربيت.

لماذا هذا مهم؟

تاريخيًا، تأسس الناتو عام 1949 لمواجهة الاتحاد السوفيتي، ومنذ 2014 ركز على روسيا كتهديد رئيسي.

لكن إدارة ترامب قلصت الدعم العسكري لأوكرانيا منذ يناير 2025 واقترحت الاعتراف بسيطرة روسيا على القرم وأجزاء من أوكرانيا، بينما تسعى أوروبا لزيادة المساعدات والعقوبات ضد موسكو.

قرار وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بالانسحاب من قيادة مجموعة دعم أوكرانيا، وغيابه عن اجتماعها التمهيدي، يعزز هذا التباين.

ترامب، رغم تأكيده على المادة 5 (الهجوم على أحد أعضاء الناتو هو هجوم على الجميع)، أبدى عدم وضوح بشأن التزام الولايات المتحدة، مما يثير قلق الأوروبيين.

ماذا بعد؟

وافق الناتو (باستثناء إسبانيا) على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035 (3.5% للدفاع الأساسي، 1.5% للبنية التحتية)، استجابة لضغوط ترامب في انعكاس واضح لمخاوف أوروبية من روسيا، خاصة في دول البلطيق وألمانيا.

أوروبا مضطرة لتعويض تراجع القوات الأمريكية عبر تعزيز قدراتها العسكرية، كما اقترح الأمين العام مارك روته بزيادة “كمية هائلة” في الدفاع الجوي.

لكن التحديات تشمل: صعوبات اقتصادية لبعض الدول (بلجيكا، وإيطاليا)، ورفض إسبانيا وسلوفاكيا للهدف، وخلافات حول الجدول الزمني

إذا استمر هذا الانقسام، قد تضطر أوروبا لتطوير “ركيزة أوروبية” مستقلة داخل الناتو، مع التركيز على الدفاع الذاتي ضد روسيا، بينما قد يواصل ترامب التركيز على آسيا والشرق الأوسط.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *