ماذا حدث؟
أصدرت الأمم المتحدة تحذيرات جدية من مخاطر مناخية مزدوجة تهدد الأمن الغذائي في البلاد. فبينما قد تشهد بعض المناطق فيضانات واسعة خلال موسم الأمطار الحالي، تواجه مناطق أخرى جفافًا حادًا قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي بشكل كبير.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن المساحة المزروعة قد تقل خلال العام الحالي إلى أقل من نصف المعدل المعتاد، بفعل تقلبات الطقس وتداعيات تغير المناخ.
لماذا هذا مهم؟
ووفق نشرة الإنذار المبكر الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، فإن الأمطار المتوقعة في موسم الخريف قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة، لا سيما في الأراضي المنخفضة الغربية والجنوبية لليمن.
وقد تتجاوز كميات الهطول الحدود القصوى المعتادة، مع تشبع التربة وغمر شبكات التصريف، ما يزيد من المخاطر على المجتمعات الزراعية والرعوية ويضع الأسر في مواجهة مباشرة مع كارثة محتملة.
أراضٍ زراعية استراتيجية مهددة
وأشارت النشرة إلى أن أخطر المناطق تشمل مستجمعَي وادي سردود ووادي سهام، فيما تتأثر محافظات الحديدة، المحويت، صنعاء، ذمار، وريمة بشكل كبير.
وتشير التقديرات إلى تضرر نحو 113 ألف هكتار من الأراضي الزراعية التي تنتج محاصيل استراتيجية مثل الذرة الرفيعة والدخن، مما يضع الأمن الغذائي الوطني تحت تهديد شديد.
ماذا بعد؟
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن الفيضانات قد تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، حيث قد تضطر الأسر المتضررة لتقليل استهلاك الغذاء أو بيع الأصول الإنتاجية لمواجهة الخسائر.
وأكدت النشرة على أهمية تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتخزين المساعدات الغذائية والزراعية مسبقًا، والتنسيق بين القطاعات لحماية الفئات الأكثر هشاشة.
في المقابل، تتوقع الأمم المتحدة تقلبات ملحوظة في درجات الحرارة بين أغسطس وأكتوبر المقبل، مع تسجيل درجات منخفضة في المناطق الجبلية ومرتفعة في بعض السواحل والمناطق الداخلية.
ويعاني المزارعون من إجهاد المحاصيل نتيجة نقص الأمطار وتأخر موسمها، مما يضاعف من صعوبة المحافظة على الإنتاج الزراعي.
ومن هذا المنطلق، دعت الأمم المتحدة إلى دعم المزارعين، تحسين شبكات الري والصرف، وتبني تقنيات ريّ أكثر كفاءة لمواجهة آثار الفيضانات والجفاف.