ماذا حدث؟
في تصاعد للأحداث السياسية المتوترة في غرب أفريقيا، أعلن عسكريون في غينيا بيساو، يوم الأربعاء، سيطرتهم الكاملة على البلاد، مع تعليق العملية الانتخابية وإغلاق الحدود، في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت الأحد الماضي.
القيادة العسكرية توضح الأسباب
وصرح دنيس نتشاما، المتحدث باسم القيادة العسكرية العليا، أن التحرك جاء ردًا على “اكتشاف خطة مستمرة تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد”. وأضاف أن “مواطنين محليين وأجانب حاولوا التلاعب بنتائج الانتخابات لتنفيذ هذه الخطة”.
وأوضح نتشاما أن “القيادة العسكرية العليا لإعادة تأسيس النظام الوطني والعام قررت بشكل فوري عزل رئيس الجمهورية، وتعليق عمل كل مؤسسات الدولة حتى صدور أوامر جديدة”.
احتجاز الرئيس والمؤسسات العليا
وأفاد ضابط عسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الرئيس المنتهية ولايته عمر سيسوكو إمبالو محتجز في مقر هيئة الأركان العامة، مشيرًا إلى أنه “يحظى بمعاملة جيدة”.
وأكد مصدر عسكري آخر اعتقال الرئيس إلى جانب “قائد الأركان ووزير الداخلية”، في خطوة مفاجئة تعكس حدة التوتر السياسي في البلاد.
دوي إطلاق نار وسيطرة على القصر
جاء الانقلاب بعد سماع دوي إطلاق نار قرب القصر الرئاسي، حيث سيطر رجال يرتدون زياً عسكرياً على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القصر.
وتشهد غينيا بيساو تاريخًا حافلًا بالاضطرابات السياسية، بينها أربعة انقلابات ومحاولات انقلاب عديدة منذ الاستقلال.وتلا العسكريون بيانًا في مقر قيادة الجيش بالعاصمة بيساو، وفق مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال شهود إن دوي إطلاق النار سُمِع أيضًا قرب مقر اللجنة الانتخابية ووزارة الداخلية، واستمر نحو ساعة قبل أن يتوقف بحلول الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، وفق صحافي من «رويترز».
الانتخابات في قلب الأزمة
وكان من المقرر أن تعلن اللجنة الانتخابية الخميس النتائج الأولية لانتخابات الأحد، التي واجه فيها إمبالو منافسه الرئيسي فرناندو دياس، وأعلن كلاهما فوزه في الجولة الأولى.
ويطمح إمبالو لأن يصبح أول رئيس منذ ثلاثة عقود يفوز بولاية ثانية متتالية، في الدولة الساحلية الصغيرة بين السنغال وغينيا.
ماذا بعد؟
وقال أنطونيو يايا سيدي، المتحدث باسم إمبالو، لـ«رويترز» إن مسلحين مجهولين هاجموا لجنة الانتخابات لمنع إعلان النتائج، مضيفًا أن الرجال كانوا تابعين لدياس، دون تقديم دليل.
لكن رئيس الوزراء السابق دومينجوس سيموس بيريرا، الذي دعم دياس في هذه الانتخابات، نفى أي صلة له بالحادث، مؤكدًا أن دياس في أمان وموجود في بيساو.
خلفية تاريخية مضطربة
شهدت غينيا بيساو ما لا يقل عن تسعة انقلابات ومحاولات انقلاب بين عامي 1974، عند الاستقلال عن البرتغال، و2020 عندما تولى إمبالو الحكم.
وأكد الرئيس نفسه أنه نجا من ثلاث محاولات انقلاب خلال فترة ولايته، بينما اتهمه معارضوه باستغلال الأزمات كذريعة لممارسة القمع السياسي.