ماذا حدث؟
في خطوة نوعية تعكس التزام المملكة بتحقيق أعلى مستويات الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام، أطلقت الهيئة العامة للطرق مجموعة من المبادرات المبتكرة على طريق الهجرة الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، تزامنًا مع موسم حج 1446هـ، وذلك ضمن رؤيتها لتعزيز البنية التحتية والخدمات المتكاملة بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
محطات وقود متنقلة.. استجابة فورية على الطريق
وجاءت واحدة من أبرز هذه المبادرات بالشراكة مع الشركة السعودية لخدمات السيارات “ساسكو”، حيث تم توفير محطات وقود متنقلة على امتداد الطريق.
هذا التعاون مع القطاع الخاص يهدف إلى تقديم حلول فورية لحالات الطوارئ عبر مركز الاتصال الموحد (938)، مما يرفع من كفاءة الخدمة ويعزز من معايير السلامة على الطريق الحيوي.
خيمة الطريق.. راحة وأمان وسط الصحراء
ولم تقتصر الجهود على الدعم اللوجستي فقط، بل امتدت لتشمل جانبًا إنسانيًا بحتًا، من خلال تدشين مبادرة “خيمة الطريق” التي وفّرت أماكن مجهّزة بأنظمة تكييف ومرافق للراحة، بالإضافة إلى تقديم وجبات خفيفة ومشروبات ومواد توعوية حول السلامة، كل ذلك في سبيل خلق بيئة مريحة وآمنة تليق بالحجاج أثناء رحلتهم بين المشاعر المقدسة.
دعم متنقل عند الطوارئ.. جاهزية على مدار الساعة
وفي حالات تعطل الحافلات، لم تغفل الهيئة توفير حل عملي وسريع؛ إذ أطلقت خدمة “المواقع المتنقلة” المجهزة للعمل على مدار الساعة، حيث تتسع الوحدة الواحدة لما يقارب 40 حاجًا، وتضم تجهيزات متكاملة من أجهزة تبريد ومناطق راحة ودورات مياه ووجبات غذائية، مما يعكس حرصًا واضحًا على تقديم خدمات طارئة بمستوى راقٍ وفعّال.
لوحات “ورث”.. لمسة تراثية تزيّن الطريق
وتماشيًا مع إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية، أطلقت الهيئة مبادرة فنية وثقافية تحت عنوان “لوحات ورث”، بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية.
المبادرة ضمت تصاميم مستوحاة من الزخارف والنقوش المحلية، في محاولة لإبراز الهوية الوطنية السعودية وتعزيز التجربة الثقافية للحجاج عبر لمسة تراثية أصيلة تزين طريق الهجرة التاريخي.
ماذا بعد؟
الجدير بالذكر أن شبكة الطرق السعودية، التي تمتد لأكثر من 73 ألف كيلومتر، تُعد الأولى عالميًا من حيث الترابط، ما يُسهم في تسهيل تنقل الحجاج والزائرين.
وتعمل الهيئة وفق استراتيجية طموحة تهدف إلى رفع جودة الطرق لتصبح السادسة عالميًا، إلى جانب خفض عدد وفيات الحوادث المرورية إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول عام 2030، ما يعكس رؤية طموحة لمكانة المملكة كمركز ديني وثقافي رائد على مستوى العالم.
