طبول الحرب تدق بين أمريكا وفنزويلا.. هل تفعلها واشنطن؟

دونالد ترامب

ماذا حدث؟

شهدت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصعيداً دراماتيكياً في أغسطس وسبتمبر 2025، مع نشر واشنطن قوات بحرية كبيرة في البحر الكاريبي، بما في ذلك ثماني سفن حربية، غواصة هجومية، وطائرات استطلاع ومقاتلات F-35 في بورتوريكو.

جاء هذا التحرك كرد على اتهامات إدارة الرئيس دونالد ترامب للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بقيادة “كارتل مخدرات إرهابي”، مع مضاعفة المكافأة لاعتقاله إلى 50 مليون دولار.

في 2 سبتمبر، نفذت الولايات المتحدة ضربة قاتلة على قارب “سريع” مشتبه به في نقل المخدرات من فنزويلا، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً، تلتها ضربة أخرى في 15 سبتمبر أودت بحياة ثلاثة آخرين.

رد مادورو بإعلان حالة طوارئ محتملة وتدريبات عسكرية، مع تهديد بـ”رد مسلح”، وكشف عن خطاب إلى ترامب يدعو للحوار.

في 29 سبتمبر، وقّع مادورو مرسوماً يمنحه صلاحيات إضافية لمواجهة “العدوان الأمريكي”.

لماذا هذا مهم؟

هذا التصعيد يُعدُّ أكبر تحدٍ لإدارة ترامب في أمريكا اللاتينية، حيث يربط ترامب بين مكافحة المخدرات وإسقاط النظام، مما يُعيد إحياء مخاوف من حرب أهلية أو تدخل عسكري، كما حدث في غرينادا 1983.

فنزويلا، التي تعاني من أزمة اقتصادية ونزوح 7 ملايين مهاجر، تُمثِّل تهديدًا أمنيًا للولايات المتحدة بسبب تجارة المخدرات، لكن الضربات الأمريكية أثارت جدلاً قانونيًا، حيث يُعتبر قتل المشتبه بهم في المياه الدولية انتهاكًا للقانون الدولي.

دعم مادورو من روسيا وكوبا والصين يُعقِّد الوضع، حيث قد يُؤدي أي تدخل أمريكي إلى مواجهة مع قوى دولية.

داخليًا، يُثير التصعيد مخاوف في الولايات المتحدة من ارتفاع أسعار الطاقة، حيث تُشكِّل فنزويلا 4% من واردات النفط الأمريكية، ويُعزز الاستقطاب السياسي مع دعم جمهوريين للضربات ومعارضة ديمقراطيين لها.

هذا التوتر يُهدِّد الاستقرار الإقليمي، خاصة مع نزاع فنزويلا مع غيانا حول إقليم إسكويبو الغني بالنفط.

ماذا بعد؟

قد يستمر ترامب في سياسة “الضغط الأقصى” عبر ضربات مستهدفة وتشديد العقوبات، مع احتمال ضربات داخل فنزويلا إذا ثبت تورط مادورو في تجارة المخدرات.

 ومع ذلك، يُرجَّح أن يتجنَّب واشنطن غزوًا كاملاً بسبب المخاطر الداخلية (معارضة الرأي العام) والدولية (دعم روسيا والصين)، بالإضافة إلى مخاوف من صدمة طاقة.

مادورو، بدوره، قد يُعلن حالة طوارئ لتعزيز السيطرة، مع تدريبات عسكرية وتعبئة ميليشيات، لكنه يفتقر إلى قدرات عسكرية كافية لمواجهة الولايات المتحدة.

إقليميًا، قد يدعم كولومبيا فنزويلا، بينما تُرحِّب غيانا بالحضور الأمريكي.

على المدى الطويل، قد يُؤدي التصعيد إلى حرب غير متناظرة، مع مخاطر للمهاجرين والاقتصاد العالمي، مما يتطلب وساطة دولية لتجنب كارثة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *