كتب / سعود عبدالعزيز
ماذا حدث ؟
بعد إعلان إسرائيل رفض الخطة المصرية لغزة، علّق رئيسها بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء قائلًا: “لقد غيرنا وجه الشرق الأوسط” وخلال حفل تنصيب رئيس أركان جديد للجيش الإسرائيلي الفريق “إيال زمير” خلفًا لهرتسي هليفي المتهم بالفشل في إحباط عملية 7 أكتوبر، أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي ، أن لدى تل أبيب القدرة للعودة إلى الحرب. كما وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تتاهب إسرائيل وحماس لاستئناف القتال وذكرت أن إسرائيل تخطط لتشديد الحصار عبر خطة الجحيم التي تشمل عزل قطاع غزة وتجريد سلاح حماس وضمان المنطقة من أي تهديد أمني في المستقبل، بينما تحذر حركة حماس من عودة جميع الجهود المبذولة والمفاوضات الى نقطة الصفر كما أعلنت الحركة عن استعدادها للقتال مضيفةً أنها قامت بتجنيد آلاف المقاتلين والذي يقترب عددهم ما كان لدى حماس من مقاتلين في بداية الحرب.
لماذا هذا مهم ؟
يأتي هذا التطور تزامنا مع ت إعلان خطة إعادة إعمار غزة، مما سيحبط كافة المحاولات الجارية لالتزام بوقف إطلاق النار بعد أن شهدنا عدة تصريحات من إسرائيل تشي بإعداد خطة الجحيم وتطبيقها على الأرض في حال عدم استجابة حماس لطلب إلقاء السلاح والاستسلام وتقضي الخطة الإسرائيلية بانقطاع الكهرباء وقطع المياه ومنع جميع الامدادات الإنسانية والمساعدات من الوصول إلى قطاع غزة، للضغط على حماس بالإفراج عن كافة الرهائن دون انسحاب القوات الإسرائيلية وهذا يجعل عملية وقف إطلاق النار متعثرة والاتفاق حول إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة أمرا غير قابل للتطبيق خاصةً وأن إسرائيل تباشر بالاستعداد إلى الحرب متعددة المحاور والتي أسماها نتنياهو ب”حرب النهضة” والتي وصفها رئيس الأركان الجديد المعروف لدى إسرائيل بنهجه الهجومي، أنها : “حرب بقاء”.
ماذا بعد ؟
في ظل كافة الجهود التي يبذلها العالم للوصول إلى اتفاق شامل وكامل لوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب والبدء بإعادة إعمار غزة إلا أننا نواجه تعثرات واضحه وجليه في كافة مستوياتها السياسية والميدانية مما يجعل الوصول إلى حل يرضي الأطراف أمرًا يكاد يبلغ الاستحالة. كما أن وجود طرح خطة الجحيم وتمسك حماس بقرارها وتحشيد القوات الإسرائيلية على حدود القطاع استعدادًأ لما أسماها نتنياهو بحرب النهضة وتوقيتها الحرج وبعد اليوم العاشر من إطلاق مبادرة المقترح الأمريكي حول وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي فإن هذا ينذر بأمور وبتطورات وتصعيد خطير في المنطقه في المنطقة تجاه الدول التي تحيط بفلسطين وتشاركها في الحدود مثل الاردن مصر وسوريا. فبعد زعم نتنياهو أن إسرائيل تحارب على 7 جبهات وأن نتائج المعركة ستكون لها أهمية كبرى لأجيال مقبلة بحسب قوله، فهذا ما لايمكن اعتباره تصريحًا عاديًا في هذا الظرف الزمني على وجه الخصوص. فعدم التوصل إلى حل بين حماس وإسرائيل، سيفتح أبواب الجحيم كما وصفها ترامب خاصةً وإن الجانب الأمريكي يدعم إسرائيل دون قيود وحدود.