كتب سعود عبدالعزيز
ماذا حدث ؟
عقب ختام القمة العربية الطارئة في القاهرة وصدور البيان الختامي الذي اعتمدته جامعة الدول العربية في تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية بإعلان رفض خطة الدول العربية لمعالجة الوضع في قطاع غزة.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في بيان اليوم الثلاثاء، أن البيان الصادر عن القمة العربية لا يعالج حقيقة الوضع الراهن بعد السابع من أكتوبر في غزة، مشيرًا إلى أن وجود حركة حماس لا يحقق السلام والاستقرار في المنطقة وأنه لايمكن أن تبقى في غزة واصفًا السلطة الفلسطينية والأونروا بالفاسدين بعد اعتمادهما كجزء من الحل في بيان القمة العربية.
وفي إشارة إلى مقترح ترامب في إبعاد سكان غزة من القطاع، قال ساعر: إن هنالك فرصة لسكان غزة للاختيار بناء على إرادتهم الحرة داعيًا الدول العربية إلى تشجيعهم في مغادرة القطاع.
وبالرغم من ترحيب حركة حماس بقرار القمة العربية الطارئة في القاهرة، إلا أن الحركة رفضت إلقاء السلاح وأضافت إن سلاح حماس خط أحمر. ولا يخضع للمساومة وغير مطروح للنقاش أو التفاوض”، كما أن “أي حديث عن ترحيل المقاومين أو أبناء شعبنا من أرضه فهو مرفوض”.
لماذا هذا مهم ؟
في إطار ما شهدته القمة العربية الطارئة لإعادة إعمار القطاع من قبولٍ ودعمٍ سياسيين، ازدادت التصريحات حدةً بين إسرائيل وحماس. فإصرار إسرائيل على تحقيق أهدافها والتي تتضمن القضاء على حماس ونزع سلاح الحركات الجهادية وإخلاء القطاع من أية مخاطر أمنية تجاهها، وتأكيد حماس على بقائها في القطاع دون تسليم سلاحها، يجعل عملية وقف إطلاق النار والبدء بتنفيذ الخطة المصرية أمرًا متعثّرًا متعسّرًا ويؤدي إلى الفشل ويوصل كافة الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب، إلى طريق مسدود. ومما لاشك فيه أن هذا يعرض سكان القطاع إلى إبادة لامفر منها وإلى كارثة إنسانية لا يمكن التنبؤ بتبعاتها على المشهد الميداني والسياسي عالميًا. التاريخ لايعيد كتابة السطور وسيسجل الأحداث وفق وقوعها.
ماذا بعد ؟
بالإضافة إلى مايحدث من عرقلة وتعثر في التقدم نحو حل شامل في القضية الفلسطينية، فإن الجهود العربية داخل الجامعة العربية وخارجها لن تتوقف. وسنشهد دعمًا عالميًا لكل ما يجمع عليه العرب من قرارات تتعلق بالتطورات الحاصلة والتي ستحصل مستقبلًا تجاه الشرق الأوسط وقضية فلسطين وقطاع غزة خاصة. فلا يمكن اعتبار هذا الموقف العربي التاريخي، موقفًا غير مدعومٍ بآليات حقيقية. سيتم أخذه بعين الاعتبار من قبل روسيا، أوروبا والصين واليابان وغيرها من الدول الفاعلة والحيوية ويمكن التوصل إلى حل مع الجانب الأمريكي الذي يضع موضوع سكان غزة على طاولة النقاش. كما لايمكننا أن نتجاهل دور تركيا التي تعزز موقف حركة حماس والجماعات الجهادية الأخرى وتدعمها بشكل واضح. ففي تصريحات تركيا الأخيرة نشهد لهجة تصعيدية تجاه الأحداث في غزة دون الأخذ بالاعتبار، الحالة الإنسانية التي يمر بها القطاع. يستوجب الوضع إشراك تركيا في الضغط على حماس وإشراك أمريكا في الضغط على نتنياهو للوصول إلى حل قبل أن تنتهي الأيام العشرة التي توعّدت إسرائيل باستئناف الحرب بعدها، إذا لم تقبل حماس المقترح الأمريكي بشأن الهدنة الرمضانية.