ماذا حدث؟
شهدت إيران موجة حرائق غابات مكثفة في الصيف 2025، خاصة في غرب البلاد بمحافظات كردستان، وكرمانشاه، وإيلام، حيث اندلعت أكثر من 40 حريقاً كبيراً في أغسطس وحده، أتت على عشرات الآلاف من الهكتارات، وفق إحصائيات رسمية من وكالات الأنباء الإيرانية “إرنا” و”مهر”
أدت الحرائق إلى تدمير أشجار ونباتات، وتهديد منازل، وإصابة عشرات، بما في ذلك ناشطين بيئيين مثل “شكور” الذي أُصيب بحروق شديدة أثناء محاولة إخماد حريق في دالاهو بكرمانشاه في أغسطس، حيث تأخرت المساعدات الحكومية بسبب غياب الطرق.
تلقي السلطات اللوم على عوامل بشرية مثل إلقاء أعقاب السجائر، أو أنشطة زراعية غير منظمة، أو الجفاف الناتج عن التغير المناخي، لكنها أشارت إلى “أعمال تخريب” في بعض الحالات، كما في حريق قرب سجن إيفين شمال طهران في يوليو 2023 الذي أدى إلى انفجار ألغام، أو الحرائق الغامضة في يوليو 2025 التي شكّك فيها مسؤولون بتورط إسرائيلي.
أكدت منظمات بيئية أن الإهمال والفساد، مثل منح تراخيص لمناجم ومشاريع تجفف الأنهار (الزاب وسيروان والكارون)، ساهما في تفشي الحرائق، مع وفيات تصل إلى عشرات سنوياً بين الإطفائيين والسكان.
لماذا هذا مهم؟
تُعد الحرائق كارثة بيئية وإنسانية في إيران، حيث أتت على 40 ألف هكتار في 2025، مُفاقمةً الجفاف والتغير المناخي الذي يُقلّل الغطاء النباتي بنسبة 20% سنوياً في غرب البلاد، ويُهدّد 5 ملايين ساكن في المناطق الجبلية.
أهميتها تكمن في أنها تُكشف عن فشل إداري، حيث يُحمّل الناشطون مثل فرزين كرباسي والفساد مسؤولية منح المناجم لشركات حكومية، والمناورات العسكرية (مثل “اقتدار 1403″ في يناير و”النبي الأعظم 19” في أغسطس) التي تُشعل الحرائق، بالإضافة إلى تجارة المخدرات التي تحرق الغابات للزراعة.
كما تُثير شكوكاً أمنية، حيث اتهمت السلطات إسرائيل بـ”حملة تخريب” في يوليو 2025، مما يُعزّز التوترات الإقليمية، خاصة مع الحرب في غزة.
هذه الحرائق تُهدّد الأمن الغذائي (تدمير مراعٍ لـ2 مليون رأس أغنام) والصحي، مع وفيات تصل إلى 50 بسبب الدخان والحروق، وتُعيق التنمية في كردستان وإيلام، حيث يُعاني السكان من فقدان مصادر رزق.
ماذا بعد؟
مع اقتراب الشتاء، يُتوقع أن تنخفض الحرائق بنسبة 70%، لكن الضرر المتراكم (خسارة 100 ألف هكتار في 2024-2025) سيُؤدي إلى حملات إعادة إعمار بـ500 مليون دولار من الحكومة بحلول 2026، مع دعوات ناشطين لقوانين صارمة ضد الفساد والمناورات.
على المدى الطويل، إذا لم تُعالج الأسباب، قد تُؤدي إلى أزمة بيئية تشمل جفافاً دائماً وهجرات داخلية، لكن حملات توعية قد تُقلل الحرائق بنسبة 30%.
في النهاية، يعتمد الأمر على الإصلاحات؛ فإنفاذ قوانين بيئية قد يُحمي الغابات، وإلا سيستمر التدمير.