ماذا نعرف عنهم؟
“جنود الرب” هي مجموعة مسيحية متشددة ظهرت في لبنان عام 2020، وامتد نشاطها إلى إسرائيل بحلول 2023.
في لبنان، برزت في الأشرفية، حيث يرتدي أعضاؤها زيًا أسود موحدًا، يحملون صلبانًا وسيوفًا رمزية، ويشاركون في مسيرات دينية.
تتكون النواة من حوالي 300 شاب، أعمارهم بين 20 و45 عامًا، بعضهم مساجين سابقون، ويعملون كحراس أمن في مصارف مثل “سوسيتيه جنرال”.
في إسرائيل، اقتحمت المجموعة كنيسة البشارة الأرثوذكسية في الناصرة بتاريخ 29 يونيو 2025، فخلعوا بوابتها، وقرعوا الأجراس، ورفعوا أعلامًا سوداء وإسرائيلية، مدعين أنها احتجاجًا على تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق.
المجلس الأرثوذكسي وصف الحادث بـ”التدنيس” وتقدم بشكوى قانونية.
ما هي أهدافهم؟
تدعي المجموعة أنها تسعى لـ”حماية المسيحيين” و”الدفاع عن الإيمان” وفق تعاليم الكتاب المقدس.
في لبنان، عارضت فعاليات مثل حفل فرقة “مشروع ليلى” عام 2019 بزعم الترويج للمثلية، ودمرت إعلانات داعمة لمرضى السرطان عام 2022 بسبب ألوان قوس قزح.
في إسرائيل، يقول إلياس موسى، مؤسس الفرع، إن الهدف هو “إعادة الإيمان المسيحي الحقيقي” ودعم الكنائس عبر أعمال خيرية وترميم.
لكن تصرفاتهم، مثل اقتحام الكنائس ومسيرات استعراضية في الأشرفية عام 2025، أثارت اتهامات بمحاولة فرض سيطرة طائفية وتقليد نموذج “حزب الله” المسيحي.
ينفون حمل السلاح، لكن مصادر أمنية لبنانية اتهمتهم بتشكيل “عصابة مسلحة” بعد حوادث عنف، بما في ذلك مقتل رولان المر من “القوات اللبنانية” عام 2024.
من يقف وراءهم؟
في لبنان، ارتبطت المجموعة بشائعات تمويل من رجل الأعمال أنطوان الصحناوي، لكن الأخير نفى ذلك عام 2022.
كما يُشتبه بعلاقتهم بحزب “القوات اللبنانية” بقيادة سمير جعجع، بسبب تداخل أعضاء وخطاب متشابه، لكن جعجع طالب بحلهم بعد مقتل أحد أعضائه.
في إسرائيل، كشفت تقارير أن “جنود الرب” واجهة لجمعية “الصوت المسيحي” بقيادة إيهاب شليان، عقيد احتياط إسرائيلي يدعم تجنيد المسيحيين.
شليان وصف اقتحام الناصرة بـ”مظاهرة” لدعم مسيحيي سوريا، لكنه استبعد التدخل العسكري.
نفى المجلس الأرثوذكسي أي ارتباط بالمجموعة، معتبرًا أفعالها “فتنة”، بينما يتهم الأب سمعان بجالي المجموعة بتبني أجندة شبيهة بـ”داعش”.
ماذا بعد؟
الحادثة في الناصرة عززت المخاوف من تصعيد طائفي، خاصة مع اتهامات بأن المجموعة تستغل الأزمات الإقليمية، مثل تفجير كنيسة مار إلياس، لتبرير أفعالها.
في لبنان، يخشى مراقبون من تحول “جنود الرب” إلى ميليشيا مسلحة، لكن بيئتهم المسيحية قد تحد من نموهم بسبب رفض الجيل الجديد للميليشيات.
في إسرائيل، الدعوى القضائية ضد المجموعة قد تؤدي إلى تقييد نشاطها، خاصة إذا ثبت ارتباطها بأجندات سياسية.