“تيبليزوماب”.. الدواء الذي يوقف السكري قبل أن يبدأ

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة طبية تُعد الأولى من نوعها، أعلن فريق من العلماء عن تطوير علاج جديد يحمل الأمل لملايين الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري من النوع الأول، إذ أظهر الدواء قدرة ملحوظة على تأخير ظهور المرض لعدة أعوام، بشرط استخدامه في توقيت محدد.

العلاج الجديد، المعروف باسم “تيبليزوماب”، بدأ استخدامه بالفعل في المملكة المتحدة، حيث تلقّى أول مريض هذا الدواء داخل مستشفى “رويال ديفون”، وسط ترقب واسع للنتائج السريرية.

ويُعد هذا التطور الطبي بمثابة تقدم نوعي في مواجهة أحد أخطر أنواع السكري، والذي يصيب نحو 10% من إجمالي المصابين حول العالم.

ما الفرق بين النوع الأول والثاني من السكري؟

ويُصنّف السكري من النوع الأول على أنه مرض مناعي ذاتي، إذ يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويزيد خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة، منها العمى والفشل الكلوي والموت المبكر.

وفي المقابل، يختلف السكري من النوع الثاني، الذي يُشكّل النسبة الأكبر من الحالات، من حيث آلية الإصابة، إذ يرتبط غالبًا بنمط الحياة، ويستمر فيه البنكرياس بإفراز الإنسولين، لكن الجسم لا يستطيع استخدامه بكفاءة.

كيف يعمل “تيبليزوماب”؟

يكمن سرّ فعالية “تيبليزوماب” في أنه يُعيد “برمجة” الجهاز المناعي، بحيث يقلل من نشاط الخلايا المدمّرة التي تستهدف خلايا البنكرياس، مما يبطئ تقدم المرض. وأظهرت التجارب أن الدواء يمكنه تأخير الحاجة إلى الإنسولين لفترة تتراوح بين عام إلى ثلاثة أعوام، وهو ما يمثل فارقًا كبيرًا في حياة المريض.

لماذا هذا مهم؟

الفاعلية الحقيقية لهذا العلاج تعتمد كليًا على توقيت استخدامه، حيث يجب إعطاؤه في المرحلة المبكرة جدًا، قبل أن تبدأ أي أعراض في الظهور، عندما لا تزال مستويات السكر في الدم طبيعية.

وهنا تكمن التحديات المرتبطة بالاكتشاف المبكر.

ويؤكد الباحثون أنه بالإمكان التعرف على هذه المرحلة “الصامتة” من خلال تحاليل دم بسيطة، تكشف عن وجود أجسام مضادة موجهة ضد خلايا البنكرياس، وهي بمثابة إشارات تحذيرية مبكرة على بدء الهجوم المناعي، مما يفتح باب التدخل في الوقت المناسب.

ماذا بعد؟

وقد حصل “تيبليزوماب” بالفعل على موافقة رسمية من الجهات الصحية في الولايات المتحدة، بينما يخضع حاليًا للمراجعة في بريطانيا، وسط آمال بأن يُحدث ثورة في طريقة التعامل مع السكري من النوع الأول، ويمنح المرضى سنوات إضافية خالية من المعاناة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *