تهديد ترامب بصواريخ توماهوك.. هل ينهي حرب أوكرانيا أم يشعلها؟

تهديد ترامب بصواريخ توماهوك.. هل ينهي حرب أوكرانيا أم يشعلها؟

ماذا حدث؟

في 12 أكتوبر 2025، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً مباشراً لروسيا من على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” أثناء توجهه إلى إسرائيل، قائلاً إنه قد يرسل صواريخ توماهوك بعيدة المدى إلى أوكرانيا إذا لم تنه موسكو حربها قريباً، وصفها بأنها “سلاح مذهل وهجومي للغاية”، مضيفاً: “روسيا لا تحتاج ذلك”.

جاءت التصريحات بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أكد في مقابلة مع “فوكس نيوز” أن كييف لن تستخدم الصواريخ إلا لأهداف عسكرية دون استهداف مدنيين، وطلب من ترامب وإيمانويل ماكرون تعزيز الدفاع الجوي وقدرات بعيدة المدى.

رد الكرملين بـ”قلق عميق”، محذراً من “لحظة تصعيد دراماتيكية”، وسط هجمات روسية مكثفة بالمسيّرات والصواريخ على منشآت طاقة أوكرانية، كما أفادت تقارير “الغارديان” و”يورونيوز”.

أعرب بوتين سابقاً في 3 أكتوبر عن ثقته بأن ترامب لن يقدم الصواريخ، معتبراً ذلك “تدميراً للعلاقات”.

لماذا هذا مهم؟

يُعد التهديد تحولاً في سياسة ترامب، الذي كان يُنظر إليه كمن يفضل التفاوض مع بوتين، حيث يمنح أوكرانيا قدرة هجومية تصل إلى 2500 كم، مما يضع موسكو في مرماها ويغير ميزان القوى في الحرب الرابعة عندها، كما يشير معهد دراسة الحرب (ISW).

أهميته تكمن في أنه يعزز دعم واشنطن لكييف، بعد لقاء ترامب-زيلينسكي في نيويورك، ويستغل ضعف روسيا الاقتصادي (مع خسائر في مصافيها بنسبة 17-38%) لدفعها نحو المفاوضات، كما قال نائب الرئيس جي دي فانس: “روسيا يجب أن تستيقظ وتتفاوض”.

ومع ذلك، يثير مخاوف من تصعيد نووي، حيث حذر بوتين من “مشاركة أمريكية مباشرة”، مما يهدد الاستقرار العالمي، خاصة مع اعتماد روسيا على الصين وكوريا الشمالية.

اخلياً، يعكس التهديد ضغطاً أمريكياً لإنهاء الاستنزاف، الذي أودى بحياة مئات الآلاف، ويعزز إرث ترامب كـ”صانع سلام” بعد غزة.

ماذا بعد؟

مع اقتراب قمة مجموعة العشرين في نوفمبر، قد يؤدي التهديد إلى لقاء ترامب-بوتين بدون شروط، مدعوماً بقروض أمريكية لأوكرانيا بـ90 مليار دولار من أصول روسية مجمدة، مما يدفع موسكو نحو تنازلات أرضية مقابل ضمانات أمنية أوروبية.

إذا نجح، ينهي الحرب بسلام عادل يفقد فيه أوكرانيا بعض الأراضي مقابل انضمام للاتحاد الأوروبي، لكن الفشل يهدد بتصعيد، مع هجمات روسية شتوية على الطاقة أو ردود أوكرانية بطائرات بدون طيار.

يعتمد مصير الحرب على مصداقية ترامب، الذي قد يبيع الصواريخ لدول أوروبية لإعادة توجيهها، كما اقترح زيلينسكي.

في النهاية، قد يشعل التهديد سلاماً قسرياً أو حربًا أوسع، محولاً الصراع إلى سباق تكنولوجي يفوز فيه الأكثر ابتكارًا وتطورًا مع الأحداث.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *