في حديث نادر مع صحيفة “جويش جورنال” الإسرائيلية، دعا الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى إنهاء مسلسل الضربات العسكرية بين سوريا وإسرائيل، معتبرًا أن استمرار التصعيد لا يخدم مصالح أي طرف، ويُبقي المنطقة رهينة للقلق والتوتر.
وأوضح الشرع، خلال المقابلة التي أُجريت في قصر الشعب بدمشق، أن اتفاق فك الاشتباك الموقع بين الجانبين عام 1974 يمكن أن يكون أكثر من مجرد إطار لوقف إطلاق النار، بل وسيلة لضمان استقرار فعلي على الأرض، خاصة في المناطق الحدودية الحساسة، وعلى رأسها الجولان.
وأكد الشرع أن حماية المدنيين في هذه المناطق، وبشكل خاص أبناء الطائفة الدرزية، يجب أن تكون أولوية لا تخضع للمساومة، مشيرًا إلى أن أمن دروز سوريا مسؤولية قانونية لا يجب التهاون بها.
ورغم عدم تبنيه موقفًا محددًا من مسألة التطبيع، أبدى الرئيس السوري استعداده للدخول في حوار مستقبلي مع إسرائيل، شريطة أن يُبنى على المرجعيات القانونية الدولية، ويضمن احترام سيادة الأراضي السورية دون استثناء.
كما أبدى الشرع انفتاحًا على عقد لقاءات مباشرة مع قادة دوليين، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار جهود يسعى من خلالها لتوفير مناخ أكثر هدوءًا في الإقليم. وكان قد التقى بالفعل ترامب في 14 مايو الجاري، أثناء زيارة الأخير إلى المملكة العربية السعودية.
المقابلة، التي جاءت على خلفية تصريحات إسرائيلية عن أمن دروز سوريا، تفتح مسارًا جديدًا في خطاب دمشق السياسي، يعكس رغبة في إعادة النظر بعلاقاتها الإقليمية، دون التخلي عن ثوابتها الوطنية أو تقديم تنازلات أحادية.
