تزامنًا مع مسودة الإعلان الدستوري، إسرائيل تستهدف تنظيمًا في سوريا

#image_title

كتب سعود عبدالعزيز

ماذا حدث ؟

تزامنًا مع تسلم الرئيس السوري أحمد الشرع مسودة الإعلان الدستوري اليوم الخميس، استهدف الجيش الإسرائيلي موقعًا لتنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني بضربة جوية في منطقة دمشق والذي كان يستخدم الموقع لتخطيط وإدارة أنشطة التنظيم.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه لن يسمح للمنظمات الإرهابية بالتموضع داخل سوريا والعمل ضد دولة إسرائيل وأنه سيعمل بقوة ضد كل محاولة تموضع من هذا النوع.

لماذا هذا مهم ؟

استمرار التصعيد الإسرائيلي على الأراضي السورية تجاه أهداف محتملة تشكل خطورة على أمنها القومي، يصعب مهمة الإدارة السورية الجديدة في توحيد الصف السوري بمختلف أطيافه ومكوناته والعمل على هيكلية الدولة. لا يمكن تجاهل الموقف الإسرائيلي تجاه الجماعات المتطرفة المتموضعة في سوريا فإن هذا ينذر بنوايا اسرائيلية جدّيّة لمحاربة الإسلام المتطرف وقد يعرض هذا سوريا إلى دمار كبير. فقد كشفت القناة الثانية عشر الإسرائيلية أن الهجوم الاسرائيلي تزامن في دمشق مع الإعلان الدستوري في القصر الرئاسي والذي حضره الرئيس احمد الشرع مع العلم أنه تواجد بالقرب من المنطقة التي تعرضت للهجوم كما أن الهجوم خلف حالة من الدمار كبيرة. هذا الهجوم وماقبله من تحركات وتصريحات إسرائيلية تجاه سوريا، يوجه رسالة غير مباشرة تحذر الشرع من إعطاء الضوء الأخضر للتنظيمات والحركات الإرهابية بالتواجد والتموضع على الحدود السورية الإسرائيلية.

كما لا يمكننا أن نتجاهل تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي “يسرائيل كاتس” في 12 مارس، والذي توعد الرئيس السوري احمد الشرع بمراقبته من مرتفعات جبل الشيخ، مشددًا على التزام إسرائيل بالبقاء في المنطقة الأمنية جنوب سوريا كما أضاف خلال جولة تفقدية في قمة جبل الشيخ أنه في كل صباح عندما يفتح الجولاني احمد الشرع عينيه في القصر الرئاسي بدمشق سيرى الجيش الإسرائيلي يراقبه من مرتفعات جبل الشيخ ويتذكر أننا هنا وفي جميع المناطق الأمنية في جنوب سوريا لحماية سكان الجولان والجليل من أي تهديد منه ومن اصدقائه الجهاديين. يعكس هذا أن إسرائيل لاتثق بأي مبادرة من الشرع تجاه حل التنظيمات المسلحة ودمجها مع وزارة الدفاع السورية.

ماذا بعد ؟

بالرغم من أن ما جاء في مسودة الإعلان الدستوري الجديد يؤكد أن سوريا ستبقى ملتزمة باتفاقيات حقوق الإنسان وحسب تصريحات الشرع في السابق عن عدم تدخل سوريا الجديدة بشؤون الدول واحترام الجوار إلا أن هذا لن يجعل إسرائيل راضيةً بحيث أن جارتها الجديدة تختلف بل ضدها في الأصل والعقيدة وأن إسرائيل تنظر إلى البعيد لا إلى الوجه المسالم لسوريا في الوضع الراهن. لا أحد من المراقبين يستبعد من أن هجومًا إسرائيليًا يومًا ما سيستهدف قادة الحكومة السورية الجديدة مباشرةً فالمنطقة في غليان وصراع غير مسبوق والطلقات الطائشة لاتنذر، وإن أي تحرك غير مدروس سيجعل قادة سوريا الجديدة في مرمى إسرائيل أو سنذهب إلى أبعد من ذلك وهو احتلال آخر لسوريا من جانب الجيش الإسرائيلي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *